المسلمون هم المشكلة، دعونا نبدأ بهذا أولا حتى ننتهي إلى أن الإسلام هو المشكلة، ثم دعونا نتفاوض لاحقا عن كيفية إنهاء هذه المشكلة
"أشكلة المسلم" هي الكلمة المفتاحية في هذا الكتاب، وأشكلته هنا بمعنى جعله "مشكلة"؛ مشكلة في وجوده، ومشكلة في قبوله، ومشكلة في التعامل معه، ومشكلة في التخلص منه، ومشكلة في الاحتفاظ به.
هذا باختصار واقع ملايين المسلمين المقيمين في العالم الغربي في أيامنا هذه، إذ يحاصر الغرب المسلمين المقيمين داخله من مداخل شتى، فكل إرهاب هو مسلم بالضرورة، وكل جريمة لابد وأن ورائها مسلماً، وعلى المسلم دوما أن يثبت حسن السير والسلوك، وأن يثبت الولاء للدولة وللعلم، فالمسلم مشكوك فيه أولا وقبل أي مواطن آخر، فقط لكونه مسلما.
يناقش المؤلف فكرة "صناعة العدو" وكيف أنها هامة في دعم صناعات عديدة في المجتمع المعاصر، لاتقتصر فقط على صناعة السلاح وإنما الإعلام والسينما بل وأفلام الكارتون للأطفال والألعاب الإلكترونية على متاجر التطبيقات، ثم يذهب بعد ذلك إلى صناعة الخوف في حد ذاتها وكيف أنها هامة أيضا لخلق الأجواء المواتية لتمرير الكثير من القرارات في البرلمانات الأوربية التي تتعارض أكثر ما تتعارض مع مبادئ أوربا الليبرالية ذاتها مثل منع الحجاب أو منع إقامة المساجد، أو منع تدريس الدين الإسلامي للطلاب المسلمين في المدارس.
يرصد المؤلف أن الغرب في إطار أشكلته للمسلمين، فإنه يفرض عليهم الاختيار بين الانتماء للدولة التي يعيش فيها وبين الانتماء للإسلام، مع أنه لا يفرض على الآخرين مثل هذا الاختيار، وبالتالي فهو لا يتيح للمسلم المجال العام إلا بشرط مبدئي هو تخليه عن هويته الإسلامية، والغرب لا يقول هذا أبدا صراحة ولكنه الخطاب الكامن والفاعل دوما، الخطاب المرئي من الجميع بقصد والمسكوت عنه من الجميع أيضا بقصد، بهدف إجبار الفرد المسلم على التخلي عن إحدى الهويتين، فهو إن تخلى عن انتمائه للدولة، فهو خارج المجال العام، وإن تخلى عن انتمائه الديني، فهو مشارك فعّال في الجهاد ضد الإسلام.
الكتاب هو دراسة دكتوراه كتبها بريطاني مسلم من أصول هندية ونشر الأصل في دار شبرينجر.
ترجمة الأستاذ الدكتور أحمد الشيمي العميد المؤسس لكلية الألسن جامعة بني سويف وأستاذ اللغة الإنجليزية بها. صدرت له الكثير من الترجمات عن المجلس الأعلى للثقافة وعالم المعرفة الكويتية.
