لم يتوقف التشيع عن الانقسام، وظهور الاتجاهات المختلفة عبر تاريخه الطويل، ومن المهم متابعة المذهب الاثني عشري في تطوراته الحديثة والمعاصرة، ورصد أبرز المدارس والأفكار والشخصيات التي ظهرت في تلك الفترة.
يركز هذا الكتاب على نموذج معاصر من نماذج تلك الانقسامات، من خلال تناوله للمدرسة التفكيكية الشيعية المعاصرة ، بدءا من التعريف بها ، ثم الكلام عن نشأتها، وأبرز رجالها ، وتطورها ، وأهم الأصول والآراء التي نادت بها ، حيث تعتبر هذه المدرسة اتجاها حديث النشأة نسبيا،
وقد ظهر في إيران أولا ثم امتد لخارجها وتأثرت به شخصيات عدة من مراجع الشيعة المعروفين، وعرف بتبني منهجية التفكيك بين المسالك المعرفية الثلاثة، وهي المسلك القرآني والعرفاني والفلسفي، وكان له موقف شديد الانتقاد من المدرسة الفلسفية العرفانية التي بلغت أوج تمددها على يد الخميني .
