ربما هو أشهر اسم ألماني لدى الألمان أنفسهم في داخل البلاد وخارجها، الاسم الذي رافق الألمان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، الاسم الذي لا بد وأن تجده في كل مدينة ألمانية ، الاسم الذي غير من مفهوم التسوق حيث لم يعد الأرخص هـو الأقل جودة، بل عالي الجودة في معظم الأحيان، إنه: ألدي!
يمثل "ألدي" مرآة تعكس جنباتها تفصيلات حياة الألمان والمعاناة والحرمان إبان الحرب، ورحلة المثابرة والصمود وتجاوز الأزمات، وهو ما جعله محفورًا في قلوب الألمان كونه رمزًا للاستمرارية والبقاء، وهو ما يفسر السر وراء رغبة المتسوقين ليس في تلبية احتياجاتهم اليومية من ألدي فحسب، بل حتى في اقتناء حقيبة تسوق عليها اسم ألدي.
يحكي الكتاب قصة الأخوين ألدي الذي ظهرا من بين ركام المدن الألمانية المحطمة تماما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأسسا واحدة من أكبر شركات البيع بالتجزئة على مستوى العالم والتي تنتشر فروعها في الكثير من الدول الأوربية بل ووصلت إلى أمريكا نفسها.
نتعرف من خلاله على قصة الكفاح والصعود والنجاح، بل وقصة اختطاف أحد الأخوين كرهينة في حقبة السبعينات. نتعرف أيضًا على مفهوم ألدي عن أن ضغط الأسعار لا ينبغي بالضرورة أن يكون على حساب الجودة. يقدم لنا المؤلف صورة تفصيلية عن أجواء العمل في كبرى المؤسسات الألمانية الكبرى من الداخل، استراتيجيات البيع والتسويق والتعامل مع المنافسين كما يسرد لنا قصة الخلاف بين الشقيقين والانفصال مع الحفاظ على اسم ألدي واقتسام السوق بين الأخوين، كذلك أحداث الوفاة والإرث ومصير الثروة والوارثين ومستقبل الإمبراطورية.
كتاب شيق في كل تفاصيله عن حياة الأخوين الذين جعلا من رفاهية الاستهلاك حقًا للجميع وليست حكرًا على فئة بعينها.