في ظل موجات التشكيك والمعركة التي لا هوادة فيها على الإسلام والمسلمين فكريًا وثقافيًا وإيمانيًا، وفي ظل الإعجاب والانبهار بما وصلت إليه العلوم التجريبية والصناعية، ظهرت دعوى معارضة السنة النبوية للعلوم التجريبية، فتأثر بها فئام من الناس حتى سَرَت إلى بعض المنتسبين للعلم الشرعي والمنبهرين بالعلم التجريبي، فقامت دعواهم تصريحا أو تلميحا على ضرورة ترك السنة النبوية أو تأطيرها وتحجيمها في العبادات المحضة مظهرين حماية السنة تارة، والطعن عليها تارات، بدعوى معارضتها لما ثبت في العلم التجريبي.
وقد جاءت هذه الرسالة لتوكّد أن السنة النبوية وحي من الله تعالى لنبيه محفوظة بحفظ الله سبحانه، مُميّزة عن الضعيف والموضوع، وأنها مصدر معرفي يقيني، دل على صدقها الشرع والعقل والواقع، تقعيدا وتأصيلا وتنظيرا، ثم تطبيقا عمليا، ومناقشة علمية للأمثلة والإشكالات التي ادعي تعارضها بين السنة النبوية والعلم التجريبي، وقد حوت الدراسة التطبيقية وحدها : ثلاثا وأربعين دعوى ومثال.
أصل هذا الكتاب: رسالة علمية حصل المؤلف بها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
