مدخل منهجي لعلاقة القرآن وعلومه بالتخصصات الأخرى (الإنسانية، العلمية التطبيقية، التقنية، الصحية).
القُرآن الکَریم وتفسیرُه مبعث المعرفة، وموئل المناهج والدِّراسات، فنظر المسلم دومًا یتَّجه إلیه ﻓﻲ استمداد المعارف وتأسیسِ العلوم، بالإضافة لمساندة کافة التخَصُّصات الأخرى وتقویمها، وتقریبها إلی الثقافة والهویة الإسلامیة، ومراجعة المترجم منها وتنقیحه، وفق قِیَمنا المجتمعیّة والدینیّة. وقدِ اجتهد علماءُ وباحثون ﻓﻲ سائر التخَصُّصات (الإنسانیّة والتطبیقیّةوالإداریّة والصّحیّة والعقلیّة..) ﻓﻲ محاولة ربط مسائلَ وعلومٍ بکتاب اللَّه تعالی، ففتحوا بذلك مجالاتٍ واسعةً للبحث، وأسهَمُوا ﻓﻲ کشف مواطنَ مختبئةٍ؛ بحاجة للإضافة والتنقیح ﻓﻲ الدِّراسات القُرآنیَّة، وشارکوا ﻓﻲ تقریب القُرآن الکَریم للحیاة العِلمیَّة والاجتماعیّة، وأدخلوه ﻓﻲ قاعات البحثِ ومعامِل الرصدِ ومختبرات التجریب (ﻓﻲ الشرق والغرب)؛ مما یکشف عن مدى حضوره ﻓﻲ وِجدان کل مسلم ووعیهِ ﻓﻲ الأکادیمیة الإسلامیة أو الغربیة. فمن هنا کان إیجادُ دراسة تُمهِّد السبیل، ومقارَبةٍ منهجیّة واضحة یَتوسّل بها الراغب ﻓﻲ سلوك هذا الحقل البینيّ ضرورةً تفرضها حاجة المثقَّف والمهتمّ ﻓﻲ جمیع المجالات النظریة والتطبیقیة، فضلاً عن عامة الباحثین والمنتسبین للدِّراسات العلیا.
