الإسلام في شرق إفريقيا الألماني دراسة في أصل الدين الاستعماري - يورج هاوشتاين البحر الأحمر للنشر

٧٥

كبير من تاريخنا وجغرافيتنا مسكوت عنه في وعينا المعاصر، وهو أمر يلزمنا أن نسأل عن سبب ذلك. ما الذي نعرفه نحن كعرب وكمسلمين عن زنجبار، تنجانيقا، دار السلام، وعن الساحل الشرقي لإفريقيا جنوب الصومال، ما الذي نعرفه عن العروبة هناك، عن الإسلام بمذاهبه، عن عُمان وإمبراطوريتها الكبرى هناك، عن التجارة البحرية بين شرق إفريقيا وبين غرب إيران وغرب الهند، عن الاستعمار الألماني للمنطقة؟



شرق إفريقيا هو منطقة مدهشة من ناحية الطبيعة والجمال الساحر، ومنطقة مدهشة من ناحية التاريخ المشترك وصلات القربى الكبيرة بيننا وبينها، منطقة مدهشة بسبب لغتها التي هي عربية في الأساس، مدهشة بسبب تعدد مذاهبها الإسلامية بين الشافعي والإباضي، والجعفري، والإسماعيلي، ولكن أكثر الأمور دهشة في الحقيقة هو نسياننا التام لهذه المنطقة من جغرافيتنا، وهذه الحقبة من تاريخنا. منطقة شرق إفريقيا هي بعد ديني وامتداد حضاري إفريقي لديار الإسلام وهي ظهير طبيعي وجغرافي للمنطقة العربية، منطقة دانت للحكم العربي قرونا عديدة وتكلمت العربية وساهمت في التجارة الدولية بنصيب كبير حتى احتلتها ألمانيا الإمبراطورية في أواخر القرن التاسع عشر في محاولة لأخذ نصيب من الكعكة الاستعمارية الدولية مثلها مثل إنجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا ولاحقا إيطاليا، فهل كنا نعلم أن ألمانيا احتلت بلدا عربيا مسلما من قبل؟


هذا الكتاب هو محصول دراسة هائلة استغرقت عشر سنوات حصل بها المؤلف على درجة الأستاذية في التاريخ بعد أن غاص في بحار الأرشيف الاستعماري الألماني وخرج منه بتقارير المستعمرات ووزارة الحرب والخارجية، مراسلات الصحف والكنائس التبشيرية، وقام بتحليل كل هذا، وخرج لنا بهذا العمل الضخم كما وكيفا، يشرح لنا فيه كيف حاولت القيصرية الألمانية استغلال الإسلام لاحتلال الأرض والناس، وكيف تعاون البرلمان والإعلام والقيصر والمبشرون والجنرالات الألمان في دعم الجهود الألمانية لنزع الشرق الإفريقي وكيف فهموا وبدقة أن الحرف العربي واللغة العربية والدين الإسلامي هي الأهداف الأولى التي يجب السيطرة عليها بغرض إحكام السيطرة.


نقرأ في الكتاب أسماء لمستشرقين ألمان كبار نعرفهم من جانب آخر في عالمنا العربي، جانب البحث العلمي والدراسات، فنعرفهم هنا من جانب آخر وهو تسهيل عمل الجيوش في احتلال العقول، فنراهم يجلسون مع الجنرالات يشرحون لهم متن أبي شجاع في الفقه الشافعي ليسهلوا تعاملهم مع شعوب الشرق الإفريقي التي غلبت عليهم الشافعية هناك.


كتاب يهم الباحثين في التاريخ والسياسة والاستشراق ونتمنى أن يفتح مجالا لدراسات كثيرة مقارنة، ونحاول أن نرصد توجهات فكرية شبيهة في الداخل العربي في المغرب أو تونس أو الشام او مصر، ليس فقط من قوى الكولونيالية، بل من مثقفين وطنيين، وذلك في ضوء الصورة الكبيرة التي تتيحها مثل هذه الترجمة.

نتمنى!

المؤلف هو أستاذ بكلية اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة كامبريدج وهو ألماني الأصل

المترجم هي الدكتوره ريهام أبو دنيا أكاديمية مصرية تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة وكتبت رسالتها للدكتوراه في اللغويات الإفريقية من معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة.

الأصل عن دار نشر شبرنجر.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ١ كجم
  • ٧٥
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك