اما بعد: فإن خير ما تنقضي به الاعمار، وتُنْفَقُ لأجله كرائم الأموال على مدى الاعصار، ويُتَقَرَّبُ به إلى العزيز الغفار التفقه في الدِّين، إذ قال نبينا الأكرم ﷺ: (مَنْ يُرِد الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) وخصوصاً علمَ المواريث، هذه الفريضة المنسية علماً وعملا : اما علماً فنرى طلاب العلمِ يَعْزِفُون عن دراسته، حيث فَتَرَت هِمَمُ الكثير منهم، ولم يُكَلِّفُوا أنفسهم بالتزود منه . وأما عملاً فنرى الجمَّ الغَفير من المسلمين يَبْخَسُون حقوق أصحاب الفرائض، فربما يأخذ الكبير دونَ الصغير أو الذكرُ دون الأنثى... الخ، والله تعالى يقول: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.