فقد تناولت هذه الرسالة قيم التعامل مع المحاربين في المغازي النبوية مقارنة بتعاليم اليهود والنصارى، وبناءً على طبيعة الموضوع، تم تقسيمه على مقدمة وأربعة فصول، ثم جاءت الخاتمة تتمة للأبعاد العلمية، والفهارس تكملة للجوانب الفنية. ففي المقدمة ركّزت الدراسة على أسباب اختيار الموضوع وأهميته، والدراسات السابقة والتساؤلات التي جاءت فصول البحث للإجابة عنها، ويلي المقدمة الفصل الأول تحت عنوان: "مفاهيم البحث ومصطلحاته" فقد كشف هذا الفصل عن نظرة النبي الله الله إلى السلم والأمن، وأبرز الدوافع الأساسية، والمبادئ الهامة للمغازي، معتمدا في ذلك على الوحيين. وفي الوقت نفسه أكد على أن الكتاب المقدس هو النص الديني المسوغ لليهود والنصارى اليوم، لقتل الأبرياء والاعتداء على اليابس والأخضر.
وجاء الفصل الثاني معنونا بـ "قيم التعامل مع المحاربين في المغازي النبوية وتعاليم اليهود والنصارى في مرحلة ما قبل الغزو"، وقد خلص هذا الفصل إلى بعض أمهات القيم الحربية كاللجوء إلى الله، والاستعداد العسكري والرأي والمشورة. وأكد على أهمية قيمة الإعلام الحربي في المغازي النبوية ودورها الريادي في تعزيز ثقافة الأمن والسلام في المجتمع، وإقناع الآخر باعتناق الإسلام دينا، بخلاف تعاليم أهل الكتاب.
أما الفصل الثالث فقد تجلى في الخطة بعنوان: "قيم التعامل مع المحاربين أثناء المغازي بين السيرة النبوية وتعاليم أهل الكتاب"، وجاءت النتيجة لتؤكد أن الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى هو أكثر الكتب الدينية دموية، وأبعدها عن الدعوة إلى السلام، وأقلها رحمة بالعباد والبلاد والبيئة بخلاف تعاليم الإسلام؛ فإن الحرب في عهد النبوة وما بعدها ظاهرة استثنائية، لها ضوابطها وضروراتها التي تُقَدَّر بقدرها، كما أن لها قيمها وبواعثها وأهدافها وفي الجملة (رحمة للعالمين).
وجاء الفصل الرابع موسوما بـ" قيم التعامل مع المحاربين في السيرة النبوية، وتعاليم أهل الكتاب في مرحلة ما بعد الغزو" وفي هذا الفصل أفادت الدراسة إلى أن الوحيين وتعاليم اليهود والنصارى يتفقان على نعت نبي الإسلام محمد ﷺ بقيمة العفو والصفح، وأنه ليس بفظ ولا غليظ، وأنه لا يدفع السيئة بالسيئة؛ بل يدفعها بالحسنة. وأنَّ ما أُثير من شبهات قديمًا وحديثًا حول نبي الهدى الله ومغازيه وطريقة نشر الإسلام، إنما هو محض افتراء لا دليل عليه .
وفي الخاتمة قدم البحث أهم النتائج التي توصل إليها، مع تتويجها ببعض التوصيات، ثم الفهارس الفنية المتعارف عليها.
