نقوش الخواتم في الحضارة الإسلامية دراسة تحليلة ومدونة توثيقية دار الرياحين

٩٠ ٦٥

قالُوا فِي الخَواتِمِ ونُقُوشِها


"إِنِّي اتَّخَذْتُ خاتَماً، ونَقَشْتُ فِيْهِ: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله﴾، فَلا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلى نَقْشِي".

الرَّسُولُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلام


"وقَدْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الكِتابَ يُكْتَبُ عَلى لِسانِ الرَّجُل، ويُنْقَشُ الخاتَمُ عَلى الخاتَم".

عُثْمانُ بنُ عَفّان


"كُلُّ كِتابٍ غَيْرُ مَخْتُومٍ فَهُوَ أَقْلَف".

عَبْدُ اللهِ بنُ عَبّاس


"وأَمّا الخاتَم، فَهُوَ مِنَ الخُطَطِ السُّلْطانِيَّةِ والوَظائِفِ المُلُوكِيَّة".

ابنُ خَلْدُون



يقول الدكتور الدروبي في مقدمة الكتاب :

وقَدْ شَدَّ انْتِباهِي- فِي أَثْناءِ نَفْضِ مِئاتِ المَظانِّ التّارِيْخِيَّةِ والأَدَبِيَّة؛ فَتْشاً عَنْ تَوْقِيْعاتٍ سَقَطَتْ مِنْ يَدِ الدَّهْرِ- تَناثُرُ طائِفَةٍ كَبِيْرَةٍ مِنْ نُقُوشِ الخَواتِمِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلامِيَّةِ فِي بُطُونِ تِلْكَ المَظانّ، فَنالَنِي إِعْجابٌ شَدِيْدٌ بِهاتِيْكَ الكِتاباتِ المُوجَزَةِ المَرْقُونَةِ عَلى تِلْكَ الخَواتِم، وزادَ عُجْبِي بِما تَلَبَّسَتْهُ تِلْكَ العِباراتُ مِنْ ثَوْبِ الحِكْمَةِ العامِرَة، وإِرْسالِ وَفِيْرِ المَعانِي فِي يَسِيْرِ الأَلْفاظ. وأَدْرَكْتُ- مُنْذُ الوَهْلَةِ الأُولى- أَنَّ أَصْحابَ النُّقُوشِ كانُوا يُحَمِّلُونَها صَفْوَةَ أَفْكارِهِم، وخُلاصَةَ رُؤاهُم فِي الحَياة.

وقَرَّ فِي نَفْسِي أَنَّ تِلْكَ الكِتاباتِ تُمَثِّلُ لَوْناً مِنَ التُّراثِ لَطِيْفاً، وأَنَّ لَهُ قِيْمَةً تارِيْخِيَّةً وحَضارِيَّةً وأَدَبِيَّةً لا تُنْكَر، ولا سِيَّما أَنَّ سَوادَ الخَواتِمِ سَلَكَ سَبِيْلَهُ إِلى الضَّياع، بِفِعْلِ التَّقادُم، وعَدَمِ الاعْتِناءِ بِالمَوْرُوث؛ فَعَقَدْتُ العَزْمَ– مُسْتَعِيْناً بِاللهِ- عَلى صِناعَةِ مُدَوَّنَةٍ تَضُمُّ هَذا الشَّعَثَ المُتَفَرِّق، عَلى وَفْقِ مَنْهَجٍ عِلْمِيٍّ وافٍ، يَسْتَوِي عَمُودُهُ عَلى الاسْتِقْراءِ والجَمْعِ والتَّحَرِّي والتَّحْقِيْقِ والتَّوْثِيْق، ثُمَّ الانْطِلاقِ نَحْوَ دِرَاسَةِ هَذِهِ النُّقُوشِ تارِيْخاً ومَضْمُوناً وأُسْلُوباً، وتَبَيُّنِ دَلالاتِها ومَرامِيْها، بَعْدَما اقْتَنَعْتُ أَنَّ الجُهُودَ الآنِفَةَ التِي حاوَلَتْ جَمْعَ هَذِهِ النُّقُوشِ أَو دِراسَتَها لَمْ تَفِ المَوْضُوعَ حَقَّه، وفاتَها تَقْدِيْمُ صُورَتِهِ المُتَكامِلَة، وأَنَّ نُقُوشَ الخَواتِمِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلامِيَّةِ فِي أَعْصُرِها الزّاهِرَةِ ما انْفَكَّتْ بِحاجَةٍ إِلى جُهْدٍ عِلْمِيٍّ مُنَظَّمٍ يَقُومُ عَلى خِدْمَتِها بِقَدْرِ ما تأْذَنُ بِهِ الرُّوحُ العِلْمِيَّةُ فِي الدِّراسَةِ والجَمْعِ والتَّحْقِيْقِ والتَّوْثِيْق.

وفِي هَذِهِ السَّبِيْل، تَسَنّى لِزابِرِ هَذِهِ الأَسْطُرِ- بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّهِ- أَنْ يُخْرِجَ خَمْسَ دِراساتٍ مُسْتَقِلَّة، نُشِرَتْ عَلى مَدارِ خَمْسَةَ عَشَرَ عاماً، فِي مَجَلّاتٍ أُرْدُنِيَّةٍ وكُوَيْتِيَّة، تَناوَلَتْ بَعْضَ مَحاوِرِ المَوْضُوع، كَما يَظْهَرُ لِلقارِئِ لاحِقاً، غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ الأَعْمالَ العِلْمِيَّةَ لَمْ يَكُنْ وُكْدُها تَقْدِيْمَ المَوْضُوعِ مِنْ جَمِيْعِ أَقْطارِه؛ فَهِيَ تَحْفِرُ فِي جَوانِبَ مِنْهُ فَحَسْب، ولا تَرُومُ دِراسَةَ المَوْضُوعِ دِراسَةً وافِيَة.

وتأسِيْساً عَلَيْهِ، اسْتَوْفَيْتُ فِي هَذا العَمَلِ ما فاتَ مِنْ جَوانِبَ لَمْ تَلْقَ العِنايَة، وحاوَلْتُ بِقَدْرِ المُكْنَةِ أَنْ أُقُدِّمَ لَوْناً جَدِيْداً مِنَ الدِّراسَةِ المُتكامِلَةِ فِي هَذا المَوْضُوعِ الحَضارِيِّ اللَّطِيْف، بَعْدَ إِعادَةِ صَهْرِ دِراساتِي الآنِفَةِ فِي مَحاوِرِها الجَدِيْدَةِ التِي ضَمَّها الكِتابُ بَيْنَ دَفْتَيْه.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٩٠ ٦٥
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك