تتضمن هذه الرسالة دراسة نقدية لأحاديث معاصرة عن أحاديث من الحديث الصحيح ومسلم هم أصح الكتب عند أهل السنة، فهي تتنافس على دعوى مخالفة تلك الأحاديث للقرآن الكريم، حيث بينت أن التوافق بين الكتاب والسنة هي علاقة تكاملية، فهما لا تختلفان بحيث لا يمكن الجمع بينها؛ لسببها وحيا من عند الله رب العالمين، وذلك بدراسة ستة عشر حديثا من أحاديث الصحيحين عارضها المعاصرون بالقرآن الكريم، حيث قمت بشرحها وبيان مسالك العلماء في توجيهها، ومخالفتها للقرآن عن طريق الجمع بعد ودرء المعترض عنها.
ولقد قسمت دراستي هذه إلى ثلاثة فصول: فصل تحضيري وفصلين أساسيين، فأما فصل التمهيدي فعرفت فيه بالبخاري ومسلم وكتابيهما، وتعرفت للجذور التاريخي لمعارضة السنة بالقرآن، ثم ألمحت إلى أهم المدارس المعاصرة للطعن في الصحيحين.
وأما الفصل الأول: فدرست فيه أحاديث تتعلق بالعقيدة، في أبواب صفات الله، ومكانة الأنبياء، وأحوال يوم الآخر.
وفي الفصل الثاني: تنازلت أحاديث القضاء، فدرست أحاديث أخرى تتعلق بمكانة المرأة، والجهاد في سبيل الله، وإقامة الحدود. ثم خلصت في النهاية إلى أن دعوى مناقضة هذه الأحاديث للقرآن لا أساس لها من الصحة، وأن السبب للطعن الحقيقي هو مخالفة العقول المعاصرة وتوجههم، أن ما أوردوه من شبه هي في الحقيقة إشكالات في حيث قد يجيب عنها العلماء.
