كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد هو منهج علمي وخارطة طريق للتجديد وقد بين فيه الإمام رحمه الله - معنى التوحيد وكيفية تحقيقه وفضائله، ووجوب الخوف والحذر من ضده ووجوب الدعوة إليه وأنه هو معنى مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.
وبين جملاً من خصاله، وشعبه ومكملاته، ونبه على الشرك الأكبر الذي هو ضد التوحيد وينا في التوحيد بالكلية، ثم الشرك الأصغر الذي ينقص كمال التوحيد الواجب ويضعفه، ثم البدع التي تقدح في التوحيد، وتهون من شأنه، ثم كبائر الذنوب التي تضعف التوحيد وتصد عنه.
فتكلم الإمام - رحمه الله - عن خصال التوحيد التي هي أنواع العبادة بالتفصيل، ونبه على الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر الجلي منهما والخفي، وتكلم عن جمل من البدع وجمل من أمور الجاهلية وذكر جملا من كبائر الذنوب، كل هذا بالتفصيل، وبالأدلة من المحكم من كلام الله جل وعز ومن السنة الثابتة عن النبي ﷺ ومن الأحاديث التي تدخل تحت الأصل العام، ومن مأثور كلام السلف الصالح -رحمهم الله-.
واستنبط من النصوص من الآيات والأحاديث وكلام السلف استنباطات دقيقة ومفيدة تدل على سعة فقهه وعن سلامة قصده وعن معرفته بأحوال أهل زمانه ، ولذلك ذكر المسائل لينبه فيها على ما وقع من المخالفات وعلى دلالة المحكم من الآيات الأحاديث الصحيحة.