إن عبادتيْ الصوم والاعتكاف شرعتا من أجل هدف عظيم وغاية كبرى غابت عن أكثر الناس. فهذا الاعتكاف هجره عامة الناس فلا يفعله إلا القليل وحتى هذا القليل بحاجة إلى أن يتدبر معاني هذه الشعيرة ويتأمل أحكامها وأسرارها، فشرع الاعتكاف الذي حقيقته عكوف القلب على الله تعالى وإخلاصه له، والانقطاع عن أمور الدنيا ليجمع بين الانقطاع عن النـاس وعن شهواته حتى يحصل بعد ذلك على تزكية نفسه وتطهيرها من الذنوب والآثام.
وحديثي هذا إنما هو للتذكرة وشحذ الهمم وحث الخطى فما ذكر قليل من كثير، فما حالنا اليوم هل يكون هذا حافزا لنا على طاعة الله ورسوله.
فمن أجل إحياء هذه السنة ونشرها بين المسلمين استعنت بالله فكتبت هذه الأسئلة لأن الحاجة في زمننا الحاضر دعت إليها ثم عرضتها على فضيلة الوالد الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله من كل سوء ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين في كل مكان فاستجاب جزاه الله خيرا على الرغم من كثرة أعماله وضيق وقته. وفق الله الجميع لما يرضيه وجنبنا وإياكم سخطه ومناهيه.
د.عبدالله الجبرين