تفطن كثير من التأويليين المعاصرين إلى خطورة التوجه للتفكيك في مناهج التأويل، فاتجهوا نحو دراسات نقدية تعيد النظر إلى المفهوم الحقيقي للتأويلية المعاصرة، فجاءت دراسات أمبرتو إيكو، وهيرش وهابرماس وسيرل وغيرهم؛ توصي بالاحتكام إلى القوانين الحقيقية التي يتطلبها البحث التأويلي. ففي هذه التوجهات المعاصرة سعت المناهج التأويلية إلى تحرير حدود التأويل والبحث عن المقصدية، وبالتالي البحث عن قوانين التأويل والضبط الحقيقية ومدى إمكانيتها تبحث هذه الأطروحة الأكاديمية (مناهج التأويل في الفكر الاصولي) التي تصدر عن مركز نماء، إشكالية المقاربة بين التأويل الأصولي والتأويلية المعاصرة، حيث قام المؤلف بالمقارنة بين الحقول التأويلية في الفكر الأصولي وتلك التي في التأويلية المعاصرة، واستخدم المؤلف مقاربة تطرح مواطن التشابه والتباين في طرح المسألة التأويلية بين المنهجين مع جعل التأويل الأصولي هو الأساس. وابتعدت مقاربته عن المعاني والمناهج التي لا تراعي الخصوصية المعرفية بين الحقلين الأصولي والتأويلية المعاصرة، وقارن المؤلف بين المقاربة المشوهة التي اعتمدت على مساطر التأويلية المعاصرة القائمة على أساس التفكيك، والمقاربة التفاعلية التي قامت على استحضار المقومات المشرقة في التأويلية المعاصرة القائمة على أساس الضبط والمعقولية.