الفروق بين عقيدة السلف وعقيدة المرجئة في الإيمان

٢٣

هذا الكتابُ منَ الكُتبِ التي أُلِّفتْ لتكونَ حائطَ صدٍّ -مع ما سَبَقَها من تآليفِ العُلَماءِ- ضدَّ فِتنةِ الإرجاءِ؛ خُصوصًا أنَّ فِتنةَ الخَوارجِ -كما يقولُ المؤلِّفُ- أخَذَت حظًّا كبيرًا من جُهودِ العُلَماء المُعاصِرين، وتَضافَرتِ الرُّدودُ منهم على هذا المَنهجِ الضَّالِّ، وتَكاثَرَت جُهودُ دَحْرِ شُبُهاتِ الخَوارجِ المُتكاثِرةِ، بينما لم تَلقَ فِتنةُ الإرجاءِ من تلك الجُهودِ إلَّا نَزرًا يَسيرًا.


فكان هذا مـما حدَا المؤلِّفَ إلى خَوضِ هذا الغِمارِ، والكِتابةِ في هذا المِضمارِ؛ خُصوصًا لِمَا رأَى من شِدَّةِ خَطَرِ مَذهبِ المُرجِئةِ على الخاصَّةِ قبْلَ العامَّةِ، ولأنَّ الدُّعاةَ إلى هذا المَذهبِ كُثُرٌ، والنَّاسُ تَجهَلُ حَقيقتَهم، ولا يَنفِرون من دُعاتِها، وزادتِ الخُطورةُ لمَّا ظهَر طائفةٌ احتضَنَت عقيدةَ الإرجاءِ وأخرجَتْها بلَبوسٍ ظاهِرُه فيه الرَّحمةُ، وباطِنُه مِن قِبَلِه العَذابُ، وزيَّنَتْه وبَهرجَتْه لتُفسِدَ على المُسلِمين عَقيدةَ السَّلفِ باسم السَّلفِ؛ فدَخَل الإرجاءُ على جُملةٍ منَ النَّاسِ خاصَّةً وعامَّةً، واغتَرَّ بدعواهم خلْقٌ كَثيرٌ، فصارتْ -في نظرِ المُؤلِّفِ- الكِتابةُ في ذلك ضرورةً؛ للتَّحذيرِ من أولئك، وكَشفِ حَقيقَتِهم، وبَيانِ ما هم عليه.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٢ كجم
  • ٢٣
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك