الحمدلله الذي فتح للراسخين مغاليق الأُصول، وأشهد أن لا إله إلا الله حده لا شريك له، شهادة علم ويقين وقبول، وأشهد أن محمد ﷺ عبده ونبيه الأمي الرسول، ورضي الله عن أصحابه وأتباعه أهل الهمة والحكمة، ما نادي مكبر في سماء أو في سهول. وبعد.
إن علم الأصول تنحل به العقد العلمية، وتنشط من خلاله النفس الأبية النورانية، ويستضـاء بمعانيـه عنـد المعضـلات القوية.
فجـديـر بطـلاب العلـم والباحثين في علوم الشريعة أن ينهلوا من معينه وموارده الصافية الثرية.
ولين يدي عقد نفيس عتيد، مرصع بكتابين مهمين في علم الأصول، من أرض الكنانة ومـن اليمن السعيد: كل منهمـا مُكمّل للآخر، أحدهما منثور الآخر منظوم.
أما الأول فهـو (لب الأصول) للعلامة زكريا الأنصاري (ت:٩٢٦ هـ) رحمه الله تعالى، والآخر مهجة الوصول إلى لب الأصول، للعلامة أبي بكر الأهدل (ت: ١٠٣٥هـ)رحمه الله تعالى. وبين النظم ولبه، قرن من الزمان وبضع سنوات.
وفائدة الجمع بن اللب ونظمه لا تخفى على الطالب الأحوذي اللبيب.
فاللب المنثور يجمع المسائل الأصولية في كلمات متعددة محصورة، ونظمه يقرب المعاني بألفاظ بديعة رائقة ممهورة.
فيستطيع المتعلم والطالب تصور المعاني والمسائل من جهتين يُكَملُ كل منهما الآخر، بدون كلل أو ملل.
قد رزق الله الشيخين الكرين الأنصاري والأهدل رحمهما الله تعالى، من لعلم والفصاحة وقوة اللفظ ما يفوق الوصف، فسبحان الله أكرم الأكرمين.
فمـن نعم الله تعالى وتوفيقـه أن لـب الأصـول تميـز بالتعريـف بالمسائل لأصولية وتصويرها تصويرا دقيقًا للمتعجل، وأن منظومة نهجة الوصول تميزت خلاصة الفوائد والتقريرات الأصولية للطالب المتدرب المتأهل، وفي الكتابين ما يسر الناظرين ويسعد المتعلمين.