إن الشريعة الإسلامية هي المنهاج القويم الذي شرعه رب العالمين سبحانه وتعالى للناس ليسيروا على هديها .
ويتمسكوا بأدابها ، ويقفوا عند حدودها ، ففيها صلاح أحوالهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة .
وقد بين لنا رسول الله ﷺ أحكام الله وحدوده في كل شيء كما قال أبو ذر رضي الله عنه : « تركنا رسول الله ﷺ ، وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم » .
وإن التففه في هذه الأحكام من فضائل الأعمال ، ومن دلائل حب الله للعبد فقد جاء عن النبي ﷺ أنه قال : « من يرد الله به خيرا يفقه في الدين » .
وكتاب « الفقه الميسر » من الكتب المهمة التي كتب لها القبول ، فانتشر الكتاب في الأقطار وصار منهجا يدرس ؛ لسهولة عبارته ، ودقة ألفاظه ، واختصاره مع جمعه لمهمات مسائل الفقه ، لكن الكتاب كان يحتاج في نظرنا إلى أمرين ، ليتم النفع به ، الأول : هو الإشارة إلى مسائل الإجماع والخلاف ،وذلك أن الكتاب قد اقتصر على مذهب واحد ، وهو في الغالب مذهب الحنابلة والثاني : أن يشتمل الكتاب على بعض الأمور التي يحتاجها الطالب في هذه الأيام مثل الإشارة إلى مسائل النوازل ووضع اختبارات وأجوبة عليها للتمرين و المدارسة لذا أردت أن يتحول الكتاب إلى مرجع للعامة ليعرفوا من خلاله ـ بعبارة مختصرة ـ مواضع إجماع واختلاف الفقهاء ، وإلى دليل لدارسي الفقه المقارن خطوة أولى للمبتدئين قبل الانتقال للدراسة المتخصصة ، وملخصا جامعا للمتقدمين للنظر والمراجعة .