إن الله خلق فينا الشهوات واللذات لنستعين بها على كمال مصالحنا، فخلق فينا شهوة الأكل واللذة به؛ فإن ذلك في نفسه نعمة وبه يحصل بقاء جسومنا في الدنيا. وكذلك شهوة النكاح واللذة به هو في نفسه نعمة، وبه يحصل بقاء النسل، فإذا استعين بهذه القوي على ما أمرنا، كان ذلك سعادة لنا في الدنيا والآخرة، وكنا من الذين أنعم الله عليهم نعمة مطلقة، وإن استعملنا الشهوات فيما حظره علينا بأكل الخبائث في نفسها، أو كسبها كالمظالم، أو بالإسراف فيها، أو تعدينا أزواجنا أو ما ملكت أيماننا كنا ظالمين معتدين غير شاكرين لنعمته، وهكذا اقتضت حكمة اللطيف الخبير أن جعلت فيه بواعث تدفعه إلى ما فيه قوامه وبقاؤه ومصلحته، فلنتأمل كيف جمع سبحانه وتعالى بين الذكر والأنثى وألقى المحبة بينهما، وكيف قادهما بسلسلة الشهوة والمحبة إلى الاجتماع الذي هو سبب تخليق الولد وتكوينه، حوى الكتاب مجموعة من الموضوعات ومنها، فتنة النساء عظيمة، مخاطر الانسياق وراء الشهوات، قبح الفاحشة وعظيم ضررها، الشهوات في هذا الزمان، حجم الإقبال على المواقع الإباحية في عالم الإنترنت، محاولة تصدير الإباحية بدعوى الحرية، قواعد في التعامل مع الشهوات، نماذج مشرقة من قصص الأولين في الصبر على الشهوة، ونماذج ظالمة، ومما يخفف وطأة الشهوات على المسلم، وجاء فهرس الموضوعات في نهاية الكتاب.