الحمد لله رب العالمين، منزل الكتاب بلسان عربي مبين، وأصلي وأسلِّم على خير خلقه أجمعين، معلم البشريَّة الخير، ومُخرِج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط الله العزيز الحميد.
حظيت اللغة العربية بشرفٍ عظيمٍ؛ إذ تنزَّل بها الكتاب الكريم، كتاب رب العالمين، على الرسول الخاتم محمد ﷺ، الذي كان أفصح البشر لساناً، فزاد من شرف اللغة العربية أنها كانت لغته ﷺ.
قال الفراء: «وجدنا للغة العرب فضلاً على لغة جميع الأمم اختصاصاً مـن الله تعالى وكرامة أكرمهم بها، ومن خصائصها أنه يوجد فيها من الإيجاز ما لا يوجد في غيرها من اللغات».
وقال ابن كثير معللاً اختيار العربية لغة للقرآن الكريم: «وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس؛ فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات».
ومن الآثار الواردة في عناية الصحابة باللغة العربية ما جاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ».
وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأشعري: «أَمَّا بَعْدُ فَتَفَقَّهُوا فِي السُّنَّةِ، وَتَفَقَّهُوا فِـي الْعَرَبِيَّةِ، وَأَعْرِبُــوا الْقُـــرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌ».
فإن سلسلة كيف تتقن؟ سلسلة علمية لغوية لا غنى عنها لكل قارئ بالعربية في كافة أرجاء الدنيا، وانتشار السلسلة الواسع في بقاع الأرض دليل كاشف على كثرة فوائدها، وصدق نية صاحبها المتواضع الأستاذ: أحمد إسكندر.