فهذا كتاب في الفرق بحسب المنهج المعتمد لدى قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة القصيم، الموافق للمعايير الأكاديمية محتوى برامج الشريعة في مؤسسات التعليم العالي المعتمد في الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، حاولت فيها تقديم مقالات الفرق المقررة في المنهج بأسلوب ميسر، ونقل موثق من مصادر الفرق نفسها حسب الإمكان ، وفق منهج مختصر ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل.
ويتناول وفق المنهج المعتمد دراسة الفرق التالية: الخوارج، والشيعة، والرافضة (الاثني عشرية والزيدية والإسماعيلية والدروز والنصيرية والصوفية، والجهمية، والمرجئة، والمعتزلة، والأشاعرة والماتريدية والبابية والبهائية والقاديانية (الأحمدية)، والأحباش.
وقد تعمدت نقل كلام الأئمة بحروفه؛ليعتاد عليه الطالب، كما قصدت النقل المتعدد الأقوال أهل العلم، وإن كانت في معنى واحد ؛ ليستعين بذلك الطالب على فهم المراد من كلام الأئمة أنفسهم وقد اكتفيت غالبًا بعرض المقالات الباطلة للفرق عن الرد عليها؛ لأن تصور الباطل كافٍ في رده وبيان فساده قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «اعلم أن المذهب إذا كان باطلاً في نفسه لم يمكن الناقد له أن ينقله على وجه يتصور تصورًا حقيقيًّا؛ فإن هذا لا يكون إلا للحق فأما القول الباطل، فإذا بين فبيانه يُظهر فساده، حتى يقال: كيف اشتبه هذا على أحد؟! ويُتعجب من اعتقادهم إياه، ولا ينبغي للإنسان أن يعجب فما من شيء يتخيل من أنواع الباطل إلا وقد ذهب إليه فريق من ا الناس» ، ويقول في بيان فساد مذهب الاتحادية: اعلم هداك الله وأرشدك أن تصور مذهب هؤلاء كافي في بيان ،فساده لا يحتاج مع حسن التصور إلى دليل آخر، وإنما تقع الشبهة؛ لأن أكثر الناس لا يفهمون حقيقة قولهم وقصدهم؛ لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة، بل وهم أيضا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ،ويقولونه ولهذا يتناقضون كثيرا في قولهم، وإنما ينتحلون شيئًا ويقولونه أو يتبعونه» .
هذا، وقد سميت هذا الكتاب (مقالات الفرق؛ لأن هذه التسمية أدق في الدلالة على موضوع الكتاب، واقتداء بمن الكتاب واقتداء بمن سلف من الأئمة كالأشعري وغيره.