موضوع مهم وهذه أسباب إختيار موضوع البحث جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تحرير منشأ الخلاف في مسائل العقيدة.
١ - أن معرفة منشأ الخلاف في مسائل العقيدة، تعين على الحذر من البدع والرد على أهلها ؛ كالمرض إذا عرف منشؤه سهل علاجه، قال شيخ الإسلام وأريد أن أعرف من أين دخل اللبس على هؤلاء الجهال؟ فإن معرفة المرض وسببه يعين على مداواته وعلاجه، ومن لم يعرف أسباب المقالات وإن كانت باطلة - لم يتمكن من مداواة أصحابها، وإزالة شبهاتهم.
٢ - أن من يتصدى من أهل الإيمان لمناظرة أهل البدع والإلحاد، لا بد أن يقطع دابرهم، كما قال شيخ الإسلام : فكل من لم يناظر أهل لإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور، طمأنينة لنفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين ومن أقوى ما يعين على ذلك معرفة منشأ بدعهم وإلحادهم.
3- أن معرفة منشأ الخلاف في مسائل العقيدة، مما يعين على السلامة من التناقض، فإن من لم يصل إلى الغايات التي منها تفرقوا واختلفوا، تجده يذم القول وقائله بعبارة، ويقبله بعبارة.
٤ - أهمية ما يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية من منشأ للبدع والخلاف في مسائل العقيدة، وذلك لإمامته، وكثرة ردوده على أهل البدع، وسعة اطلاعه على مقالات المخالفين، ولا همامته كله بتبيين منشأ الضلال والبدع، وهو أمر ظاهر متميز عند شيخ الإسلام من بين علماء أهل السنة والجماعة.
5 - الاطلاع على كتب شيخ الإسلام، وما حوت من العلوم والفوائد .
٦ - أن هذا الموضوع -حسب علمي- لم تسبق دراسته، ففي الموضوع جدة يستحق أن يدرس بسببها.