لم يزل علم المنطق من العلوم التي يُعنَى بتقريب مباديها لطلبة العلم، لما فيه من الفوائد الفكرية والضوابط المنهجية. وقد صنف العلماءُ فيه المؤلفاتِ الكثيرة، ما بين مختصر ومتوسط ومطوّل، وما بين منظوم ومنثور، وما بينَ شروحٍ وحواشٍ. ومن هؤلاء العلماء الكبار الإمامُ أبو عبد الله محمد بن يوسف السَّنوسي التلمساني (ت895هـ)، إذْ وضعَ في هذا العلم مختصَرًا من أحسن المختصَرات، ثم شرحَه شرحًا متقنًا، فاهتمّ العلماء بتدريسه والتحشية عليه. وممن حشّى عليه العلّامة المحقق عطية الله بن عطية البرهاني القاهري الشافعي الشهير بالأُجهوري (ت1194هـ)، فحقّق ودقّق وأجاد، وضمّن حاشيته زُبدة حاشية العلّامة اليُوسي وزاد عليها، وأودع من التدقيقات العزيزة والتحقيقات النفيسة ما لا يوجد في غير حاشيته هذه. وقد عكف المحقق الكريم حفظه الله على هذه الحاشية القيّمة فخدمها خدمةً تُسعِدُ الباحثين، وأخرجتْها #دار_الفتح في حُلةٍ بَهِيّـةٍ مُبهِجة، والحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
