في حضارةٍ شُيِّدت على دعائم النص الخالد، كتابًا وسنّة، يتجلّى النص الشرعي في الفكر الإسلامي كـ"الأُسّ للبنيان والساق للأغصان"، إذ هو "تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين". غير أن إدراك مراد الشارع من هذا النص لا يتم بمعزل عن القرائن المحتفّة به، والتي تمثل عنصرًا محوريًّا في جميع مراحل الاستدلال: من ثبوت النص، إلى دلالته، ثم إحكامه وترجيحه.
وقد تناثر ذكر "القرينة" في بطون كتب الأصوليين عرضًا وطولًا، دون أن تتبلور حولها نظرية أصولية جامعة ترسم ملامحها، وتُبيّن أنواعها وأركانها وشروطها وآثارها. من هنا جاءت هذه الدراسة: "القرائن والنص: دراسة في المنهج الأصولي في فقه النص"، لتسدّ هذا الفراغ العلمي، وتسعى إلى استقراء منهج الأصوليين في بحث القرائن، وبناء نظرية عامة تُعنى بها وتُنظّم مباحثها.
وقد عمد المؤلف إلى جمع الجزئيات المتفرقة في أبواب متماسكة، واستثمر ذلك في ترسيخ منهجٍ أصوليٍّ متينٍ في تلقّي النصوص وفهمها، مسلطًا الضوء على الجهود الإبداعية للأصوليين في هذا المضمار.
وخصّ الكتاب بالاهتمام "قرائن الدلالة"؛ لما لها من أثر بالغ في تأكيد دلالة النص أو إكمالها أو تأويلها أو تفسيرها أو ترجيحها، فهي "أشدّ القرائن خطرًا وأكثرها أهمية وأوسعها بابًا". ويقوم هذا العمل على منهج دقيق، يجمع بين الاستقراء، والتقسيم، والسبر، وضبط المصطلحات بأمانة علمية رصينة، ليكون دعوةً علمية للغوص في أعماق فقه النص، وتقديم رؤية أوسع وأدق لموضوع القرائن، تجعله إضافة راسخة لكل باحث وطالب علم يسعى إلى الفهم الواعي للخطاب الشرعي.
لمطالعة (فهرس ومقدمة الكتاب ) من خلال الرابط:
https://drive.google.com/file/d/1iyxHp0TdOuMoyIhY8p8yyz8nm-HSGmKk/view?usp=sharing
