كان الأنصاري وهو يلقي كلماته على الحاضرين الذين حجوا من كل مكان للتزود من درسه، مثل فارس على جواده الأصيل، يخترق سدم الظلام، ويبث النور في كل اتجاه.. شعاعات النور تمتد بين الحاضرين، ولوامع الحكمة تتوغل برفق في سويداء القلوب، فتتعانق الأرواح ويحصل المقصود.. عجيب أمر هذا الرجل، لا يمكنك معه وأنت تسمع له، إلا أن تسلم له زمام عقلك وقلبك، يملك قدرة خارقة على جعل الكلمات تنفذ إلى الأعماق بانسياب وهدوء.. الحقيقة أن هذه الخاصية لا تكون إلا لمن كانت كلماته قرآنية، وأحسب أن فريدا الأنصاري فارس القرآن بما تحمل الكلمة من معنى !