ولما كان علم أصول الفقه يستمد مادته من عدد من العلوم، يأتي في مقدمتها علم أصول الدين، فقد لفتت نظري تلك العلاقة الوطيدة بين العلمين، وما بينهما من روابط وثيقة في مسائل شتى، فقمت بمراجعة قواعد البيانات في مراكز البحث والمكتبات، وأدلة الرسائل العلمية من الجامعات، ومع استشارة المختصين؛ وقع اختياري على موضوع من أهم الموضوعات التي تربط بين هذين العلمين العظيمين، وهو موضوع: (صفة الكلام وأثرها في مسائل أصول الفقه)، وأسأل الله التوفيق والسداد.
أهمية الموضوع :
تكمن أهمية الموضوع في عدد من الأمور، من أبرزها ما يأتي:
أولا: أنه موضوع مختص بصفة من صفات الله تبارك وتعالى، وهي صفة الكلام، والعلم يشرف بشرف المعلوم.
ثانيا: ظهور الصلة الوثيقة بين علمي أصول الدين وأصول الفقه في كلام العلماء في صفة الكلام الله تبارك وتعالى؛ إذ أنها من أبرز مسائل الاعتقاد، وتعد علامة فارقة بين أهل السنة وغيرهم من الطوائف في التأصيل العقدي، وقد تركت أثرًا بالغا في الجانب الأصولي، زاد ذلك من أهمية البحث فيها والتنقيب في مسائلها الأصولية، وما يترتب على ذلك من نتائج.
ثالثا: عمق الخلاف الأصولي في مسألة صفة الكلام وكثرته وتباين الآراء فيه، وهذا يؤكد أهميته والحاجة الماسة إلى جمع ما تفرق منه، ومن ثم دراسته دراسة علمية مختصة.