فهذه رسالة علمية عالمية أكاديمية (أطروحة دكتوراه)؛ وهي بديعة، وأَنعِم بباحثها وموضوعها:
أما الموضوع: فهو يحتاج إلى معالم وضوابط ، جلاها الباحث بعد استقراء وطول نظر في كلام شيخ الإسلام وحسنة الأيام؛ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - عليه الرحمة والرضوان.
وهذه التجلية واضحةٌ من جميع جوانبها، ومدللة بالبرهان النقلي والعقلي، واستقرأ الباحث الكلام عن (الخلاف الفروعي)، وأصله، وقعده، وقسمه، ونوعه، وما ترك مؤلفاً لابن تيمية إلا وقلبه، وبحثَه، وهي من الكثرة بمكان، ويندرج تحت ذلك مباحث عديدة شريفة.
فهي رسالة جامعة بحق وعدل، ومتى اجتمعا؛ تولد منهما وعنهما الخير المحض.
وموضوع الخلاف وجزئياته ومباحثه من الأمور المهمة، ولها أثر إيماني وتربوي، ولا سيما عند انتشاره وكثرة وقوعه؛ فيجب على طلبة العلم الإلمام به؛
فهو يعين على:
أولاً:ضبط منهج الناظر فيه من الخلاف، وسعة صدره في السائغ منه ،وشدته فيما لا يستساغ.
ثانياً:أدبه مع المخالف في كل حال.
ثالثاً:حسن وضع الأمور في محالها، حتى مع المخالف.