ذات الحسب بنظم قواعد ابن رجب - أنور أبو زيد

17.25 SAR

فقد كنت أتحين اقتناص الفرصة التي يتاح لي فيها مطالعة كتاب القواعد لابن رجب على وجه التأني والوقوف عند عباراته؛ إذ هذا الكتاب لا يصلح معه النظر العابر ، والتعامل الظاهر ، بل إنه لِجَليل شأنه لا ينقاد إلا بالمراس، ولا يلين إلا بالتكرار مع تعاهد الغراس، علمًا بأنه أحد الكتب التي يعتمد عليها في تحرير المذهب، كما أفاده المرداوي في الإنصاف.


إذ يجب على كل من أراد إحكام علم أن يضبط قواعده ليرد إليها ما ينتشر من الفروع، ثم يؤكد ذلك بالاستكثار من حفظ الفروع ليرسخ في الذهن؛ فيتميز على نظرائه بحفظ ذلك واستحضاره.


وقال ابن رجب في مقدمة كتابه القواعد: فهذه قواعد مهمة، وفوائد جمة، تضبط للفقيه أصول المذهب، وتطلعه من مآخذ الفقه على ما كان عنه قد تغيب، وتنظم له منثور المسائل في سلك واحد، وتقيد له الشوارد وتقرب عليه كل متباعد فليمعن الناظر فيه النظر، وليوسع العذر إن اللبيب من عذر.


فاستعنت بالله عز وجل في خوض غمار هذا الكتاب، بعد أن كانت صلتي به لا تعدو اتخاذه كمرجع بين الفينة والأخرى، وكمقرر ندرسه أيام الطلب في مرحلة الدراسات العليا، فاهتديت إلى عقد نثره بالنظم، وسألت الله سبحانه أن يطوع لي ألفاظه، فكان ذلك منه سبحانه بكرمه وفضله فهو المان وحده لا شريك له، وهو المتفضل علي بتوفيقه وتسديده فالحمد له حمدًا متواليا لا ينقطع ولا يفنى ولا يبيد.

ذلك أن النظم يقرب البعيد، ويسهل الحفظ، ويخف على الذهن، ويذلل المستعصي.


وقد جعلتُ أصل هذا النظم وهو كتاب القواعد لابن رجب بين يدي أثناء النظم، مستعينا بكتابين آخرين كانا نِعْمَ المعين لي في ذلك وهما: كتاب مختصر قواعد ابن رجب، لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور / أحمد بن محمد الخليل، وكتاب شرح تحفة أهل الطلب في تجريد أصول قواعد ابن رجب، الفضيلة الشيخ عبد الكريم بن محمد اللاحم.


وقد بذلت جهدي في تحرير هذا النظم متوخيا فيه الاستيعاب لمحتوى مضامين القاعدة قدر المستطاع ، وكما لا يخفى على القارئ اللبيب أن القاعدة الواحدة لدى ابن رجب قد تشتمل على عدد من القواعد ينيف بعضها على العشرين قاعدة، وهذا ما جعل محاولة اختصار عدد الأبيات متعذرة، خاصة وأني عمدت إلى شيء من التفصيل والترتيب والتحليل لعناصر القاعدة بما قد لا يعوز الناظر فيها إلى غيرها.


كما أنني حافظت قدر الإمكان على القرب من صيغة القاعدة لدى المؤلف في الجملة.


وفي مواضع قليلة أقدم بعض القواعد عن ترتيبها لأجعلها مع قاعدة سبقتها لِلَمْحِ الصلة بين مضمونيهما ، لكني لا أخلي الإشارة إليها في موضعها بذكر رقمها حين يأتي دورها في الترتيب، ثم الإشارة في الهامش إلى أنها قد تقدمت مع غيرها.


كما أني ميزت القاعدة بلون مغاير عن اللون السائد، وأعتني بذكر نصها في الهامش بصياغة ابن رجب، وقد أرى الحاجة لتوضيح ما يلزم توضيحه فأعقب بذلك.

Product details
  • Weight
    0.5 KG
  • 17.25 SAR
Add to cart

Products you may like