موضوع هذا الكتاب: إصلاح الأخلاق، وتقويم الطباع، وتهذيب العادات والسجيات بالتخلي عن فاسدها، والتحلي بصالحها، وهو من المختصرات النافعة في علم التزكية.
افتتحه ابن الجوزي ببيان أصول عامة وقواعد؛ فذكر فضل العقل، وذم الهوى، والفرق بين ما يرى العقل وما يرى الهوى، وهي أصول ينتفع بها في إصلاح النفس وشفائها من جميع أمراضها، ولا تختص بداء دون غيره.
ثم فصل في أدواء النفوس وعلاجها؛ من نحو البخل والكذب، والحسد والحقد والغضب، والكبر، والعجب والرياء، والكسل، وختم ذلك بشرح كيفية تعرف الإنسان عيوب نفسه، وتنبيه الهمة الدنية للارتقاء بالنفس.
ثم تناول ابن الجوزي أدب الرياضة والمعاشرة، فتناول رياضة النفس وحملها على الكمالات، وتناول أيضًا رياضة الأولاد والزوجة ومعاشرة الناس ومداراتهم.
وجاءت خاتمة الكتاب لبيان السيرة الكاملة، وفي هذا الباب شرح ابن الجوزي الصفات العالية التي يتحلى بها الفاضل، وضمنه مجمل ما يراه من الغايات العلمية والعملية في سيرة الإنسان؛ لتكون مثالاً يحتذى، وحالا يسعى للتحقق بها.