عُدَّ هَذَا الكِتَابُ إِلَى زَمَنِ قَرِيبٍ فِي عِدَادِ الكُتُبِ المَفْقُودَةِ، إِلَى أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا فَعَثَرَ الأُسْتَاذُ مُحمَّدُ إبراهيم الكتّانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ عَلَى قِسْمِ مِنْهُ، فِي خَزَائِنِ مَخْطُوطَاتِ المغرب؛ إِذْ كَانَتْ فِي إِحْدَى خَزَائِنِ المَخْطُوطَاتِ الخَاصَّةِ فِي مَدِينَةِ وَزَّانَ بِالْمَغْرِبِ، ثُمَّ نُقِلَتْ إِلَى الْمَكْتَبَةِ العَامَّةِ بِالرِّبَاطِ.
وكِتَابُ (التَّذْكِرَةِ) كِتَابٌ كَبِيرٌ، فِي نَحْو أَرْبَعَةِ مُجَلَّدَاتٍ ، جَمَعَ فِيهِ أَبُو حَيَّانَ نُصُوصًا وَمَسَائِلَ شَتَّى مِنْ عُلُومِ العَرَبِيَّةِ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ النَّحْو وَالَّذِي بَينَ أَيَدَينَا مِنْهُ لَا شَكٍّ أَنَّهُ المُجَلَّدُ الأَخِيرُ، وَيَقَعُ فِي تِسْع وَعِشْرِينَ كُرَّاسَةً، كُلُّ كُرَّاسَةٍ عَشْرُ وَرَقَاتِ، فِي كُلِّ وَرَقَةٍ خَمْسَةٌ وَعُشْرُونَ سَطْرًا، وَفِي كُلِّ سَطْرٍ عَشْرُ كَلِمَاتِ.
تَعُودُ أَهِمِّيَّةُ كِتَابِ (التَّذْكِرَةِ) إلَى مَا ضَمَّهُ مِنْ مَسَائِلَ نُقِلَتْ عَنْ كُتُبِ السَّابِقِين مِنْهَا كُتُبْ لَمْ يَذْكُرْهَا أَحَدٌ قَبْلَ أَبِي حَيَّانَ، وَهِيَ كُتُبْ رُبَّمَا فُقِدَتْ مُنْذُ زَمَنِ بَعِيدٍ، وَالفَضْلُ يَعُودُ إِلَى أَبِي حَيَّانِ الَّذِي انْتَقَى وَاخْتَارَ مِنْ تِلْكَ الْكُتُبِ مَا رَأَى فِيهِ فَائِدَةً، فَحَفِظَ ذِكْرَ الكِتَابِ، وَإِنْ ضَاعَتْ أَوْرَاقُهُ.
وَبِالجُمْلَةِ، فَإِنَّ عَدَدَ الكُتُب الَّتِي اسْتَقَى مِنْهَا أَبُو حَيَّانَ فِي هَذَا الْمُجَلَّدِ مِنَ (التَّذْكِرَةً) نَحْو مِئَةِ كِتَابِ، أَضِفْ إِلَيْهَا الكُتُبَ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي بُطُونِ النُّصُوصِ المَنْقُولَةِ، وَهِيَ تَزيدُ عَلَى ثَلَاثِينَ كِتَابًا. هَذَا كُلُّهُ فِي مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ، فَتَأَمَّلْ وَتَخَيَّلُ مِقْدَارَ مَا ذُكِرَ فِي المُجَلَّدَاتِ الأَرْبَعَةِ مِنَ التَّذكِرَةِ) وَثَمَّةَ أَيْضًا بَعْضُ الكُتُبُ الَّتِي ذُكِرَتْ هُنَا فِي تَضَاعِيفِ هَذِهِ النُّصُوصِ الشَّوَارِدِ.