ألف ابن القصار كتابا كبيرا في مسائل الخلاف وهو: «عيون الأدلة في مسائل الخلاف»، قال فيه أبو إسحاق الشيرازي: «وله كتاب في مسائل الخلاف كبير، لا أعرف للمالكية كتاباً في الخلاف أحسن منه».
كما ألف مقدمة في أصول الفقه صدر بها كتاب عيون الأدلة، والتي تعد على وجازتها أقدم تراث موجود في أصول الفقه للمالكية، قال في مستهلها «وقد رأيت أن أقدم لكم بين يدي المسائل جملة من الأصول التي وقفت عليها من مذهبه، وما يليق به مذهبه، وأن أذكر لكل أصل نكتة ليجمع لكم الأمران جميعا، أعني: علم أصوله ومسائل الخلاف من فروعه ، إن شاء الله تعالى».
كتاب المقدمة في أصول الفقه لابن القصار مختصر أصولي غير تابع ولا خادم لمصنف قبله، ومن خلال مقدمة المؤلف يتضح أنه ألفها ابتداء، لتكون مقدمة لعيون الأدلة، ولذلك نحا فيها الاختصار والاقتضاب، ولم يطل ذيول المناقشة والاعتلال، عكس صنيعه في كتابه مسائل الخلاف، يقول ابن القصار: «وقد رأيت أن أقدم لكم بين يدي المسائل جملة من الأصول التي وقفت عليها من مذهبه ، وما يليق به مذهبه، وأن أذكر لكل أصل نكتة ليجمع لكم الأمران جميعا، أعني: علم أصوله ومسائل الخلاف من فروعه ، إن شاء الله تعالى».
ومن هنا يتبين أن ابن القصار سلك في تأليف للكتاب منهجا «يقوم على اعتبار أن المطلوب الأول إنما هو بيان رأي الإمام مالك في المسألة من خلال كتبه، أو يدل عليه مذهبه، مقتصدا في ذلك غير مسرف، ويذهب في إثراء ذلك الرأي وتوسيعه بالإبانة والتفصيل والاستدلال، مجتهدا في ربط أوصال الكلام، وإحكام تسلسل المعاني، حتى تنتهي بذاتها إلى إظهار ما عليه المذهب من مطالب أصولية في صورة واضحة أشد ما يكون الوضوح...لتكون منارا للدارسين والباحثين الذين يتطلبون دقائق الفقه وعلم الخلاف العالي».