لقد اعْتَنَتْ كَوْكَبَةُ مِن عُلَمَاءِ المَذْهَبِ المَالِكِي بِعِلْمِ الفُرُوقِ الفِقْهِيَّةِ عِنَايَةً فَائِقَةٌ، فَأَفْرَدُوهُ بِالتَّصْنِيفِ، كَالقَاضِي عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَلِيَّ بنِ نَصْرِ البَغْدَادِيِّ فِي كِتَابِهِ (الفُرُوقُ الفِقْهِيَّةُ).
وعَبْدِ الحَقِّ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّقِلِّي فِي كِتَابِهِ (النُّكَتُ والفُرُوقُ).
ومُسْلِمِ بنِ عَلِيَّ الدَّمَشْقِي فِي كِتَابِهِ (الفُرُوقُ الفِقْهِيَّةُ).
وشِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بنِ إِدْرِيسَ القَرَافِي فِي كِتَابِهِ (أَنْوَارُ البُرُوقِ في أَنْوَاءِ الفُرُوقِ)، والذي اشْتَهَرَ بِاسْمِ (فُرُوقُ القَرَافِي).
وأَحْمَدَ بنِ يَحْيَى الوَنْشَرِيسِيّ في كِتَابِهِ (عُدَّةُ البُرُوقِ فِي جَمْعِ مَا فِي المَذْهَبِ من الجموع والفُرُوقِ).
وَمَعْلُومُ أَنَّ مَعْرِفَةَ الفُرُوقِ الفِقْهِيَّةِ مِن أَهَمّ الأُمُورِ التِي تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مَعْرِفَةُ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، ومِن تِلْكَ الأَحْكَامِ مَسَائِلُ البُيُوع التي يَتَعَيَّنُ الاهْتِمَامُ بِمَعْرِفَتِهَا؛ لِعُمُومِ الحَاجَةِ إِلَيْهَا، إِذْ لَا يَخْلُو مُكَلِّفُ غَالِباً مِن بَيْعِ أو شِرَاءٍ.
لِهَذَا كُلِّهِ أَثَرْتُ أنْ يَكُونَ مَوْضُوعُ رِسَالَتِي لِنَيْلِ دَرَجَةِ الدُّكْتُوْرَاه (الفُرُوقُ بَيْنَ الفُرُوعِ الفِقْهِيَّةِ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ مِن البُيُوعِ إِلَى نِهَايَةِ المُقَاصَّةِ). جَمْعًا وَدِرَاسَةً.
د.زين العابدين الإدريسي الشنقيطي