هذه أطروحة دكتوراه تبحث في قضية نقد متن الحديث النبوي عند علماء الحديث، في حقبة زمنية معينة هي القرن الثالث الهجري، الذي يُسَمَّى العصر الذهبي للسنة النبوية وذلك لاجتماع كبار النقاد في ذلك الزمان، وَوَفَرَة التصانيف في العلل والتواريخ، بين الباحث بعد استقراء هذه الكتب المسالك والطرق التي انتقد من خلالها نقاد القرن الثالث الهجري متن الحديث النبوي، مركزا على إبراز معالم طريقتهم واصطلاحاتهم النقدية، مع دراسة أمثلة حية من كتبهم، لتكون منهجاً واضحاً وقانونا نقدياً يسير عليه كل من أراد التصدي لنقد متون السنة النبوية وذلك لاختصاص أولئك النقاد الجهابذة بمعرفة هذه المصنعة، بما يوجب إتباعهم وعدم الخروج على طريقتهم.
كل هذا من أجل رد دعوى المستشرقين في زعمهم أن المحدثين اعتنوا بنقد إسناد الحديث دون متنه، كذلك من أجل بيان فساد قول من قال أن كتب العلل في القرن الثالث الهجري خالية من نقد المتون، ثم يخلص البحث إلى بيان التطبيق الصحيح لمسالك نقد متون الأحاديث، ومناقشة بعض المعاصرين الذين تعسفوا في رد متون الأحاديث الصحيحة بدعوى النقد والتمحيص.