فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فإن الله تعالى نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير القلوب، فاصطفاه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير القلوب، فجعلهم وزراء نبيه، يذبون عن سنته ويبلغونها. ولأجل هذه المنزلة العلية، وجه خصوم الإسلام سهامهم نحوهم بالنقد الجائر والتشويه؛ لأنّ الطعن فيهم طعن صريح في رسالة الإسلام. وقد كان لأبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النّصيب الأوفر من هذه الحملة الظالمة بغرض تشويه صورته ومكانته في قلوب المسلمين، وما ذاك إلا لكونه أكثر من روى الأحاديث عن رسول الله ، فإذا طرحت مروياته سقط جزء كبير من سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. من أجل هذا كله، خصصت هذه الورقات للذب عن هذا الصحابي الجليل، وجعلتها في تسعة مباحث:
المبحث الأول : كنيته.
المبحث الثاني: اسمه.
المبحث الثالث : إسلامه.
المبحث الرابع : صحبته.
المبحث الخامس: فضائله.
المبحث السادس : مكانته عند العلماء.
المبحث السابع : دوافع حفظ أبي هريرة رضي اللَّهُ عَنْهُ للأحاديث الكثيرة.
المبحث الثامن: دوافع كثرة مروياته.
المبحث التاسع : الشبهات المثارة حوله.