فإن كتاب الغاية في القراءات للحافظ أبي بكر ابن مهران الأصبهاني رحمه الله تعالى، وأجزل مثوبته، من أمَّات كتب القراءات، ومصادرها الأصيلة المعتمدة عند المتقدمين، فهو من الكتب المسندة رواية وقراءة للقراء العشرة المشهورين بالإضافة إلى قراءة أبي حاتم سهل السجستاني، وعِظَمُ هذا الكتاب من عظيم علم مصنّفه، وسعة معرفته، وجليل قدره، وتقدم عصره، ما أكسب ثناء أهل العلم على مصنفات هذا الإمام الجليل، وقبولهم واستحسانهم لها، فكان من صالحي أهل العلم والمقدمين في معرفة علم القراءات رواية ودراية.
وجاءت هذه الطبعة الثالثة لكتاب (الغاية) لابن مهران، منقحة ومحققة على أصول خطية إضافية، بعناية صاحب الفضيلة الأستاذ المقرئ محمد غياث الجنباز حفظه الله ورعاه، حيث جاء عمله وافيا لتحقيق النص والتعليق عليه؛ كاشفًا لملغزه، وموضحًا لمجمله، ومفهما لمبهمه، وفق ما أراده وقصده مصنفه بألطف عبارة، وأوجز إشارة.
كما أنه اعتنى بالتخريج وتوجيه وتعليل القراءات من مصادرها، وجعلها في ذيل الكتاب، واجتهد في تلمس أوجه القراءات والاحتجاج لها، وما تضمنه الخوض في غمارها من اختلاف مذاهب وأقوال علماء اللغة والمفسرين و أهل القراءات والرسم والوقف والابتداء، وتأثير ذلك على معاني القراءات وإعجازها، ومشكلها ونطقها ولفظها.
د.المقرى علي النحاس