تنوير المشرق شرح تهذيب المنطق - أحمد المحلي

٧٣٫٩٩

الحمد الله الذي نَزَّل القرآن ميزاناً، وفَجَّر منه العلوم أنهاراً، والصلاة والسلام على خير مَن نَطقَ بالعُلوم الحكمية سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد؛ فقد التمس مني أخي الفاضل الأستاذ زاهر صاحب الدار الشامية كتب الله لها القبول - أن أُلقي نظرة على كتاب «تنوير المشرق شرح تهذيب المنطق» وأكتب له تقديما، تمهيداً لإخراجه في طبعة أنيقة، وحلة قشيبة.

وقد أكرمني الله تعالى ووفقني لمطالعته، وقد ألفيته كتاباً سَلسَ العبارة، لطيف الإشارة، غزير الفائدة، كثير العَائِدة، يمهد طريق الفكر والنظر، ويُنوّر مسالك الأقيسة والعبر.

وقد سار مؤلِّفُ الشَّرح العلامة الشيخ أحمد المحلي على منهج وخطة متزنة في سائر فصول الكتاب، وأرود فيه زبدة البحوث الدقيقة والنكات اللطيفة، لم يطلق لقلمه العنان في الإطناب، ولم يمسكه عن البيان قدر الاحتياج، فلم يقع في تطويل ممل، ولا اختصار مخل.

ومن ميزات شرحه أنه أورد فيه زبدة فوائد الشراح السابقين، وتدقيقات الحواشي، واعتراضات بعض الشراح والمحشين، على صورة الفنقلات والإجابات، وساعده على ذلك اطلاعه على كثير من الشروح والحواشي على هذا المتن المبارك، فاختصرها بإتقان، واقتنصها بإمعان ووضعها في متناول أيدي الطُّلاب، بعد أن كانت تلك الفوائد والنكات مُفرَّقةً في زحمة الشروح والحواشي التي هي كالغابات.

ومما يدلك على حسن هذا الشرح مدح الشيخ المحقق محمد عليان الأزهري له، ولا يُنبئك مثل خبير، وهو صاحب الكتاب الشهير «خلاصة ما يرام من فن الكلام» حيث وصفه - في تقريظه - بقوله: وجَدتُه في تقرير مقاصد المتن كافياً، وبتحرير مباحث الفن وافياً، ينبغي الرجوع إليه والتعويل عليه.


ويُعد هذا الكتاب في مرحلة المتوسطين في هذا الفن، فلابد لطالب العلم الذي ينوي الاستفادة من هذا الشرح حق الاستفادة أن يكون قد اجتاز مرحلة المبتدئين ودخل في مرحلة المتوسطين؛ بدراسة شرح أو شرحين على متن «إيساغوجي» كشرح الشيخ محمود المغنيسي المسمى «مغني الطلاب»، أو على متن «السلم المنورق» ونحوهما.

د. محمد بن سيد بن يحيى الداغستاني

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ١ كجم
  • ٧٣٫٩٩
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك