كناشة النوادر سجل للنوادر الأدبية والشوارد اللغوية جمعة صاحبه عبر خمسين عامًا - عبدالسلام هارون

٣٠

عبد السلام هارون شيخ محققي التراث الذي أثرى المكتبة العربية بما أخرجه للناس من أسفار الأدب و معاجم اللغة، حتى صار رائدا من رواد النهضة العلمية و الإنبعاث الأدبي الحديث، لدرجة أن قال عنه الباحثون : إنه لم يخط أحد سطرا عن التراث العربي إلا و لعبد السلام هارون منة عليه، حيث يندر أن نجد أحدا يتعامل مع مصادر الأدب و اللغة إلا و يجد نفسه قد استعان بمصدر من تحقيقات الأستاذ رحمه الله.


كان لنشأة الأستاذ هارون في بيت علم و أدب أكبر الأثر في شغفه بالتراث و كتبه، و قد حفظ القرآن الكريم منذ صغره و استمر متفوقا في دراسته حتى تخرج من كلية دار العلوم سنة 1945 م، ليبدأ مسيرته العطرة في التدريس و التأليف و التحقيق.


و قد كان من المؤسسين الأوائل لجامعة الكويت و تولى فيها رئاسة قسم اللغة العربية و الدراسات العليا، و ذاعت شهرته مبكرا بفضل ما أصدره من كتب و تحقيقات، و لم يكن قد تجاوز الثامنة عشر من عمره عندما حقق و أصدر الجزء الأول من كتاب { خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب } للعلامة عبد القادر البغدادي.


أما عن هذا الكتاب فهو زبدة تقييدات الأستاذ رحمه الله من خلال مسيرته الطويلة بين الكتب و المؤلفات، حيث كانت تستوقفه الكثير من الأخبار التراثية و الروايات و المقتطفات أثناء قراءاته المتعددة فكان يقوم بتدوينها في كناشته، راميا من وراء ذلك إلى التأكيد على أسبقية العرب و المسلمين في الكثير من مجالات الحضارة و صور التقدم، و هو يمثل حصيلة خمسين عاما من القراءة و التجوال بين الكتب و الأوراق، و نجد فيما دونه الأستاذ في هذه الكناشة مخزنا هائلا من المعلومات و الفوائد التي لن تظفر بها في كتاب واحد، و قد يعز عليك العثور عليها، كون البعض منها استله الأستاذ من كتب لا تزال مخطوطة في خزائن التراث أو مؤلفات لم تشتهر و لم تقع على سمع أحد حتى و لو كان من المتمرسين في القراءة و البحث العلمي.


و هذا درس للقارئ أن يجعل لنفسه كناشة خاصة لتدوين ما يجده أثناء القراءة مهما أو نادرا من أخبار الماضين و تراث الأولين، أو ما يعجبه مما يستحق التقييد من كتب المعاصرين، ليعود إليه بعدها فيحفظ منه ما يكون له عدة و زادا للاستشهاد و الاستدلال، أو ليستعين به في كتابة البحوث و إنشاء المقالات {و هذا طبعا إن كان كاتبا}.


و قد صدق من قال: إن {اختيار المرء قطعة من عقله، تدل على تخلفه أو فضله}، و لذا فقد جاءت اختيارات الأستاذ هارون رحمه الله حافلة بالكثير من المفاجآت و القضايا المجهولة و المستغربة، و هذا دليل على ثراء تراثنا و أنه كنز غني تطل الأنظار منه على حضارة كانت سيدة للعالم أوان عزها بامتياز العلم و المعرفة.


بقلم نبيل عبد السلام هارون:

"أخرج الوالد الراحل شيخ محقق التراث في زمانه المجموعة الأولى من مختارات كناشة النوادر والتي تقدمه إلى لمجمع اللغة العربية في الأداء من 1979م إلى 1984م ؛ فلاقت من القبول والترحاب ما دفعه إلى مواصلة العطاء في التالي حتى رحيله إلى عالم الخلود عام 1988م؛ واجتمعت بالتالي أربع ابتكارات جديدة في هذا المجلد مع سابقتها بفهارس تطويرية بدلة لكل ما حققته من موضوعات على منوال الطبعة الأولى ؛ ودعونا الله أن يصبح في ميزان حسنات المؤلفين وآملين أن يحيي الله هذه الكناشة من يكمل ما بدأه صاحبها من موضوعات"

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٩ كجم
  • ٣٠
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك