كتاب كتبه ثلاثة من كبار الأساتذة الألمان، وكل في تخصصه، في اليهودية والمسيحية والإسلام، وعلق عليهم ثلاثة من كبار أساتذتنا المصريين، أيضًا كل في تخصصه. يناقش الكتاب مفهوم "خطاب الله" للبشر وكيف تجلى في الأديان الثلاثة وكيف فهمه المؤمنون بها.
تطرق اللاهوتيون والأصوليون إلى هذا الموضوع في كل الأديان واختلفت أفكارهم ورؤاهم، وذلك لأن كل فكرة يكمن ورائها إلزام معين، قد يراه البعض غير مناسب لوصف الذات الإلهية، وبالتالي فالموضوع له أبعاد فلسفية وكذلك أبعاد دينية متعددة. وقد تطرق المتكلمون المسلمون واختلفوا في هذا الموضوع، فرفضت المعتزلة تمامًا أن يكون لله كلام، وقالت إن الواحد الأحد الصمد لا تجري عليه الحوادث، ولذا ذهبت إلى خلق القرآن في إطار سعيها الحميم لتنزيه الذات الإلهية عن الحوادث، وشاركتها الأشاعرة في عدم مشابهة كلامه سبحانه لكلام البشر، فهو ليس كمثله شيء، ولكنها ذهبت إلى مفهوم الكلام النفسي القديم، مؤكدة على إحاطة علمه بكل شيء.
في توراة اليهود وجد اليهود إشارات كثيرة إلى كلام الله مع البشر، فقالوا بكلام لله، ثم تأثروا بعلم الكلام الإسلامي وذهبوا إلى أن هذه أمثال ضربها الله للناس كي يفهموا. تؤمن المسيحية بالتجسد وبالتالي بالكلام المباشر، فكيف فهمت خطاب الله من واقع علم اللاهوت المسيحي.
كتاب صغير الحجم عميق المحتوى، صدر بالألمانية في العام الماضي وترجم إلى لغات عديدة منها العربية على يد الدكتورة أميرة أمين، أستاذة اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس.