يقدم هذا العمل، الذي كتبه أحد المعاصرين، أبو حنيفة، مؤسس إحدى المذاهب الفقهية الأربع الكبرى في العالم الإسلامي، المذهب الحنفي. يشرح سيرته بالتفصيل: شبابه في الكوفة ومشاركته في حلقات علم الكلام ولقائه بالشعبي الذي قاده نحو العلوم الدينية. يلخص هذا الكتاب آراء أبي حنيفة في أهم المسائل السياسية والعقائدية والعقائدية في عصره. كما يعرض فقهه والمصادر التي يستند إليها، ثم يدرس بعض الفروع التي تكشف فكر هذا العالم الاستثنائي. ومن هنا يبين المؤلف كيف تطورت دراسة الفقه، التي لا غنى عنها في أي تحليل لتطور الفقه في الإسلام، وكيف عرف أبو حنيفة كيف يكيفه مع العالم الإسلامي آنذاك في توسعه الكامل، وتجمع تحت إسلام شعوب العالم. الأصول الأكثر تنوعا. واستنادا إلى خبرته الشخصية، طوّر الفقه بشكل خاص فيما يتعلق بأي معاملة أو تجارة.
تميز أبو حنيفة عصره بقوة شخصيته وتأثيره وعلمه الرائع. أطلق عليه معاصروه لقب "جوهر العلم". لقد طور الإفتاء بشكل لم يسبق له أحد، وعرف بمدى منطقه الاستنباطي واستقراءه. لقد استخدم الاجتهاد على نطاق واسع، فعرف كيف يثريه ولا يحجره، وأعطى له كل قيمته ومكانته في الإسلام.
ثم قدم للمسلمين جملة من الحلول لمشاكلهم وعلى وجه الخصوص، دون المساس بنصوص القرآن والسنة.
ولذلك فقد تعرض للانتقاد بسبب استخدامه المكثف للتفسير، لكنه كان يعرف دائمًا كيفية مواجهته بالحجج المنطقية والعنيدة.
ونشر تلاميذه علومه وسرعان ما جاب مذهبه العالم الإسلامي. وسيطرت على العراق ومصر وسوريا وبسطت نفوذها على الهند المسلمة ثم تبناها المسلمون في الصين.