كتاب «الموطأ» من أشهر ما دُوِّن في النصف الأول من القرن الثاني، هو تأليف إمام دار الهجرة - على صاحبها الصلاة والسلام - أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري القحطاني، أحد أعلام الإسلام، وأحد أعيان هذه الأمة، وأحد أركان المِلَّة، وأحد من وضِع له القبول في الأرض، وأحد من سلَّمت له الأمة الإمامة في الحديث والفقه معاً.
واشتهر من رواته جماعة نُسبت إليهم نُسَخ الموطأ، منهم: الإمام محمد بن الحسن الشيباني الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان، والإمام يحيى بن يحيى المصمودي الأندلسي، ونسخة يحيى هي المعروفة بين أهل العلم، قد شرحها جمع من المتقدمين المتأخرين، ومنهم: مؤلّفنا العلام الشيخ سلام الله الرامفوري الدهلوي من سلالة الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي رحمه الله، فإنه ممَّن تشرَّف بشرحه في الديار الهندية، وأتى في شرحه بنفائس علمية، ومباحث لطيفة، و تحقيقات عجيبة، بحيث ترى في الكتاب روح مالك في السنن، وروح أبي حنيفة في الاستنباط، وعلم الشافعي في التأصيل والتفريع.