البداية والنهاية 1/8 - ابن كثير - الإفهام

٢٩٨

البداية والنهاية هو عمل موسوعي تاريخي ضخم، ألفه ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفى سنة 774هـ، والكتاب مؤسس حسب معتقدات الديانة الإسلامية. وهو عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد حتى سنة 768 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله “ثم دخلت سنة..” ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.


1. الاعتناء بنصه والسعي في إخراجه في أحسن صورة وأصحها، وقد بذلنا في هذا جهدًا عظيمًا نسأل الله قبوله، وقد استفدنا في ذلك من النسخة المحققة في دار هجر - جزى الله القائمين عليها خيرًا، مع غيرها من النسخ.


2. تخريج الأحاديث والآثار وذكر مصادرها، فما كان منها في الصحيحين أو أحدهما، اكتفينا بذكر موضعه فيهما، وما كان خارجهما بينا موضعه وبيان الحكم عليه من حيث الصحة والقبول، أو الضعف والرد، من خلال كلام أهل العلم السابقين منهم من الأئمة الحفاظ، واللاحقين كالألباني رحمه الله، وغيره، بما تيسر من ذلك، وأفاد، دون الإسهاب والإطالة التي لا تعود بكبير فائدة على القارئ. وأما ما كان من نفس الباب وسبق فيه الحديث في الصحيحين أو أحدهما ثم أخرجه من مسند أحمد أو غيره بنفس الطريق أو نحوها مما يصح لنفسه، أو لما سبق ذكره في الباب أو يأتي - وهذا يكثر منه في بعض المواضع فقد اكتفينا بذكر موضعه في مصدره وكذلك بعض ما يذكره المصنف من أقوال التابعين وغيرهم في ذكر بعض التفاصيل، أو فهم بعض الآيات، ونحو ذلك، مما قد أغنت فيه الأحاديث الصحيحة المرفوعة.


3. التنبيه على بعض الفوائد التي يحتاج إليها القارئ أثناء قراءته لهذا الكتاب، سواء مما يخص الإسناد، أو يخص المتن ، وكذلك ما يتكرر كثيرًا.


تنبيه (۱): لما كان المصنف رحمه الله من الحفاظ المحققين لم يكن إيراده للأحاديث خاليا من إبداء رأيه فيها، وحكمه عليها، وقد يفصل في ذلك ويطيل - رحمه الله وجزاه خيرًا، وقد يترك ذلك عند تكرار صورها اعتمادًا على انتباه القارئ وما سبق التنبيه عليه، لذلك قد قمنا بإبراز أحكامه وآرائه رحم الله في الحكم على الأحاديث والآثار وبيان حالها ، فهو من أهل الذكر في هذا الشأن، وممن يعتبر بأحكامه وآرائه على الروايات، وقد نكتفي في بعض الأحيان بما يذكره الحمد لله، وقد نخالفه أحيانًا حسب ما يقتضيه التحقيق العلمي.


تنبيه (۲): ما أشار المصنف رحم الله إلى غرابته ، فاستغربه ، أو نقل استغراب أحد العلماء له، فإن هذا إشارة منه إلى خلل في سند الحديث أو متنه ، يجعله غريبا ، وليس فقط يعني المصطلح المشتهر بالغريب، الذي تفرد به راو ، بل استغرابه يشمل السند والمعنى معا ، وكذلك غالب أحكام الاستغراب التي يطلقها أهل الحديث، لذلك فقد تركنا الكلام على أكثر ما أشار المصنف أو صرح بغرابته .


تنبيه (۳): أكثر المصنف رحم الله من ذكر أسانيد بعينها ضعيفة أو منكرة، وقد قمنا بالتنبيه عليها في الغالب، مرارا وتكرارًا، وإن لم نستقص ذلك، وإنما ننبه عليه مرةً بعد مرة، حتى يثبت في ذهن القارئ صورته.


تنبيه (٤): لما كان أمر أشراط الساعة وملاحمها، وذكر الجنة والنار، وحال أهلهما فيهما، ليس خاصا بهذه الأمة، بل هو معلوم لكل أمة سبقت، كل بحسب ما وصله من علم، ونزل عليه من كتاب، وما بلغت الرسل بإذن ربها، فقد اشتمل موضوع الكتاب على كثير من الإسرائيليات أخبار أهل الكتاب)، وقد أكثر كثير من المصنفين في ذلك من إيرادها، إلا أن المصنف رحم الله قد أقل في هذا الجزء من إيراد الإسرائيليات، خاصة إذا قورن بما سبق في أول كتاب البداية خاصة في قصص الأنبياء رافق ذلك من أحداث، وما جرى في زمان بني إسرائيل قبل بعثة النبي. إلا أنه الله قد استعاض عن ذكر بذكر جملة كبيرة من الأحاديث الضعيفة، بل أحيانًا، والموضوعة، ما ستراه في الكتاب، من روايات ابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم، وغيرهم ممن جمعوا كثيرًا من الضعيف في مصنفاتهم، وكأنه رحم الله قد أراد استيعاب هذا المقام بذكر كثير من الأحاديث والأخبار والآثار، بل في كثير من الأحيان يحكم هو بنفسه عليها بالضعف، أو بالغرابة، ونحو ذلك، ومقام الاستيعاب مقام صعب، وكان الأولى هو التحقيق والتحرير والانتقاء، والله المستعان.


وربما كان إكثاره من تلك الأحاديث الضعيفة والغريبة خاصة في أبواب ذكر الجنة والنار، وما فيهما، وأحوال أهلهما، مما هو من مقام فضائل الأعمال والترغيب والترهيب، عملاً بتلك القاعدة التي اعتمدها بعض أهل العلم من جواز رواية الحديث الضعيف في الترغيب والترهيب، إلا أنهم اشترطوا لذلك شروطا، منها : عدم اعتقاد نسبة الحديث للنبي ﷺ بأنه، قالها، ومنها : ألا يكون شديد الضعف، بل يكون ضعفه يسيرًا ، مما يكون صالحًا لأن يتقوى بغيره، وآخرها : أن يكون مندرجا تحت أصل صحيح، دلت عليه الأدلة الصحيحة، ولا ينفرد بأصل أو بأمر يحتاج دليلاً مستقلاً عليه.


وبالنظر إلى ما أورده الحافظ في هذا المقام ، فإن كثيرًا من الأحاديث الضعيفة التي أوردها قد تندرج تحت هذه القاعدة، إلا أن الكثير أيضًا مما اشتد ضعفه، بل هناك من حُكم عليه بالوضع، ومثل هذا لا يُمكن السماح بروايته في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب.


والمذهب الصحيح الراجح هو عدم رواية الحديث الضعيف، إلى على سبيل البيان، والنصيحة، لا على سبيل الاحتجاج، ولا الاستشهاد، ولمزيد من الأدلة على هذا الكلام تراجع مقدمة صحيح الإمام مسلم رحم الله، فقد أطال وأفاد رحم الله، وكذلك ما سطره العلامة الألباني رحم الله في مقدمة كتابه صحيح الترغيب والترهيب.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٧ كجم
  • ٢٩٨
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك