كتاب "المفتاح" هو غرة مصنفات العلامة السكّاكي، والقسم الثالث منه واسطة عقد المؤلفات في علم البلاغة، وقد تلقّاه العلماء بالإعجاب والقبول، وعكفوا على خدمته. قال فيه القزويني: "وكان القسم الثالث من مفتاح العلوم الذي صنفه العلامة أبو يعقوب يوسف السكاكي أعظم ما صنف فيه من الكتب المشهورة نفعًا؛ لكونه أحسنَها ترتيبًا وأتمَّها تحريرًا وأكثرَها للأصول جمعًا".
شرح القسمَ الثالث من مفتاح العلوم العلامةُ سعد الدين مسعود بن عمر التفتازني، ومعلوم أن مكانة الشرح فرع عن مكانة المشروح. وذكر أنه قد سبق منه الوعد بالتماس بعض الفضلاء بأن يضع حاشية على تفسير "الكشاف"، وأن يقوم في أثناء ذلك بتأليف شرح للقسم الثالث من "مفتاح العلوم"؛ لما له من الأهمية البالغة عند العلماء.
سار الشارح في كتابه هذا على طريقة مختلفة عن طريقته في "المطول" و"المختصر"؛ إذ سلك مسلك الشرح بالقول؛ بأن يأخذ عبارة من عبارات المتن ثم يقوم بشرحها، وغالبًا ما يقتصر على ذكر بداية الفكرة التي يريد شرحها، ولا يذكر الفكرة كاملة. ولم يقصد استيعاب كل ما في الكتاب بالشرح، وإنما التنبيه على دقائقه، والتوضيح لمقاصده.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن طبعة جديدة مصححة ومنقحة ومقابلة على نسختين خطيتين نفيستين.