فقه الموازنات تأصيلًا وتوظيفًا دار الظاهرية - الكويت

١٠

الحمد لله رب العالمين القائل : ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فقد أوجب الله تعالى على العباد توظيف طاقاتهم ووسعهم وفق المنهج والميزان الذي بحث بهما رسوله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ؛ ليسعدوا في الدارين، فبين في كتابه وسنة رسوله المنهج الأقوم لتوظيف هذه الطاقات.


والناظر في أحوال العباد - اليوم - يجدها في أمر مريج إلا ما رحم ربي تنطق بذلك الوقائع والأرقام في مشارق الأرض ومغاربها، ومن تصفح صحائف الحركة الإنسانية على الأرض، وتتبع المقاصد والغايات والوسائل والطاقات، أدرك خطورة العواقب التي تنتظرهم وفق سنن الله تعالى: ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) .


وقد جاء التكليف بتحصيل جميع المصالح، ودرء جميع المفاسد، وقد يتعذر ذلك على البعض، لذا هدى الله البشرية إلى منهج رشيد سديد، وهو ما اصطلح عليه كثير من العلماء والباحثين بفقه الموازنات؛ ولا إقامة للدين ولا استقامة لأمور الدنيا إلا بتوظيف الطاقات وفق فقه الموازنات؛ لأنه النور الذي يهدي السائرين إلى السبيل الأقوم لاستثمار سنن الله تعالى في الخلق، فنهضة الأمم وصلاحها، وتفوقها في السباق المعرفي والحضاري معقود بنواصي الفقهاء الحكماء الذين ينزلون الأحكام على قدر وسع الناس من غير تعد ولا تفريط .


 والذين يرشدون الناس إلى المصلحة الراجحة ويحذرونهم من المفاسد المتوقعة مستندين في ذلك على فقه الموزانات.


وإننا لنرجو أن نسهم ببحثنا هذا بإطلالة على فقه الموازنات والتعريف به وبالحاجة إليه وضوابط العمل به إلى غير ذلك مما ستجده في ثنايا البحث.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٣ كجم
  • ١٠
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك