فإنَّ النفوس كثيرًا ما تجول فيها الأفكار والخواطر، وتسيل فيها العواطف والمشاعر، حين الظَّعْنِ في الأسفار، أو الإقامة في الحواضر، وكثيرًا ما يكون ذلك من مليح العلم وجميل الجواهر ، وقد يكون من متين القول وعلوم الأكابر.
وهذه الخواطر إن لم تُلْقَ عليها القيود فمن النادر أن تعود، فكان الواجب على ذي النهى والبصائر تقييد واردها وشاردها، ومليحها ومتينها، فجعلت هذا الكتاب من هذا الباب، وسميته (سيل الخاطر).
وهي خواطر جاد بها القلم على فترات متباعدة، وسنين عددا، تربو على الخمس سنين.