قال محققه أبو عبيدة مشهور آل سلمان هذا كتاب مهم غاية، ويخص الحقبة التي نعيش من تسلط أعداء الله على أمة الإسلام، فقد ادعى اليهود زوراً وبهتانا وجود قدم لهم في بيت المقدس، وزعموا أن لهم كنيسة فيها ؛ولكنها محدثة، ودلت على هذا الأدلة اليقينية من خلال مشاهدات المصنف، والوقائع التي وقف عليها.
ومن المفيد : أن مؤلف هذا الكتاب هو قاضي القدس الشرعي الذي حكم في هذه الكنيسة، وكان سبب إنصافه وعدله في حكمه بهدمها ؛ أن حصلت له محنة شديدة، وصف ماجرياتها في هذا الكتاب بالتفصيل، وكيف أُجبر على الحكم بإعادتها، وملابسات رجوعه، وندمه على ذلك، وقرر فيه بأدلة يقينية قطعية أن اليهود ليس لهم قدم في بيت المقدس، والواجب هدم معابدهم، ونقض هذه الكنيسة التي لهم، وطول في بيان ذلك من تقريرات من قبله من العلماء، وأقام هذه التقريرات على الحقائق التاريخية، وعلى بينات حول قضية الكنيسة؛ مما فحصه وشاهده، بعد نظر وأناة، وبحث وفتش وسؤال وتحر.
وعملت في مقدمتي له على تتبع أخبار هذه الكنيسة من كتب التراجم والتاريخ، وبينت ماجريات ما حصل، وأنَّ في هذه المصادر أمورًا مُهمة لم يتعرض لها المصنف، وسُقتها برمتها ، على الرغم من التكرار الذي فيها لأهمية ذلك، وحتى تتبين الصورة للقارئ على وجه واضح.