"المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للإمام النووي رحمه الله، واسطة العقد بين شروح المتقدمين والمتأخرين؛ إذ جاء متوسِّطًا مفيدًا، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، جمع فيه زبدة كلام المتقدمين، وزاد فوائدَ نفيسةً حلَّى بها كلامهم، وجلَّى إشاراتهم، وتظهر للمتصفح لهذا السفر المبارك أهميته من الآتي:
- الاعتناء الخاص باللغة وضبط ما يحتاج إلى ضبطٍ.
- الاعتناء بروايات "صحيح مسلم" وشرح كل رواية والإجابة على الإشكالات الواردة.
- الاعتناء بفوائد الإسناد.
- كثيرًا ما يأتي بالحديث بمعناه لا بلفظه في الشرح، يوافق بذلك رواياتٍ أخرى للحديث وكأنما يسابق بقلمه إلى بيان مقصود الحديث قبل كتابة المتن.
- الاعتناء بتخريج الأحاديث التي يوردها في شرحه والحكم عليها.
- ظهر خُلُق الإمام النووي رحمه الله واضحًا في كتابه هذا، فكان مبجِّلًا للعلماء الذين يذكرهم متأدِّبًا معهم.
لأجل ذلك كله قال الإمام الطيبي رحمه الله: (وكان جُلُّ اعتمادي وغاية اهتمامي بـ "شرح مسلم" للإمام المتقن محيي الدين النواوي؛ لأنه كان أجمعَها فوائدَ، وأكثرَها عوائدَ، وأضبطها للشوارد والأوابد).