الحركة الاستعرابية الإسبانية حتى منتصف القرن العشرين جذورها - خصائصها - توجهاتها - تياراتها

٣٥

إن تأثير الحضارة الإسلامية بنهضة أوروبا وعصر تنويرها واضح للعيان ولقد تم هذا التأثير عبر ثلاث مراكز (الديار الشامية عبر الحروب الصليبية، وصقلية عند الحكم الإسلامي لها الذي امتد لأكثر من قرنين من الزمن، والأندلس التي حكمها المسلمون ل8 قرون).


يمكن القول إن السيطرة الإسلامية على الأندلس أدت إلى تغيرات في مختلف مجالات الحياة، وكانت إسبانيا أثناء الحكم الإسلامي كبقعة نور في ظل ظلام أوروبا الدامس الغارق بالجهل والبعيد كل البعد عن المنهج العلمي والتطور الحضاري، كان من هذه المتغيرات على الصعيد الاجتماعي فظهرت في ظل الحكم الإسلامي عدة طبقات أبرزها طبقتي المولدين والمستعربين، فالمولدين هم السكان الإسبان الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، أما المستعربين فهم الإسبان الذين انبهروا بالحضارة والثقافة العربية الإسلامية فتبنوها وانكبوا على النهل من معينها مع بقائهم على دينهم،وهنا نرى مدى التسامح الإسلامي الذي صهر الجميع في بوتقته مع الحفاظ على حرية المعتقد وذلك على عكس الإسبان وتعصبهم ومحاكم تفتيشهم عند إخراج المسلمين من الأندلس.


لقد كانت الثقافة العربية الإسلامية واللغة العربية هي لغة الثقافة الدولية آنذاك* وتعلم العربية والبراعة فيها دليل على تحضر الشخص وثقافته، لقد كانت مكانة اللغة العربية كما كانت مكانة اللغة الآرامية التي كانت لغة الثقافة الدولية في القرن الأول قبل الميلاد، وكما مكانة اللغة الإنكليزية اليوم....

وهذا الكتاب يبحث في الحركة الاستعرابية الإسبانية حتى منتصف القرن العشرين يبحث في جذورها وخصائصها وتوجهاتها وتياراتها.


تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٣٥
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك