تُعد آلية الاجتهاد الفاعل المؤثر في بسط رداء التدين، ومد ظله ليشمل النوازل والجديد من قضايا الحياة التي لها صلة بالناس، وتقتضي حُكماً في الشرع. ويستوجب الاجتهاد شروطاً وتأهيلاً وتكويناً لملكته، وهو ما يحاول هذا البحث مُقاربته والغوص في بعض ما تيسر من تفاصيله، انطلاقاً من نموذج هو الكتاب العظيم "بداية المُجتهد وكفاية المُقتصد".
ومن روعة الدين الموروث عن النبي ﷺ، ومن ورائه جميع الأنبياء، قدرته على ملاحقة الحوادث والمستجدات، واستيعاب تنوع واختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال بحيث لا يكاد يند شيء عن النص أو الفهم عن النص.
وتبقى آلية الاجتهاد الفاعل المؤثر في بسط رداء التدين، ومد ظله ليشمل النوازل والجديد من قضايا الحياة، التي لها صلة بالناس، وتقتضي حكما في الشرع.
وهذا الاجتهاد يستوجب شروطا وتأهيلا وتكوينا لملكته، وهو ما يحاول هذا البحث مقاربته والغوص في بعض ما تيسر من تفاصيله، انطلاقا من نموذج جعلته كالوتد أو الآخية أسرح بعيدا قبله وبعده وأحوم في محيطه وما حوله، ويكون أحيانا هدفا في حد ذاته، وأخرى مجرد وسيلة أو قل : قاربا أخلص به كلما تلاطمت بي أمواج الاجتهاد أو خفت الضياع في دروب المجتهدين.
ذلك النموذج والقارب هو الكتاب العظيم بداية المجتهد وكفاية المقتصد» للفقيه الأصولي العظيم ابن رشد الحفيد، فجاء عنوان هذه الرسالة: تربية ملكة الاجتهاد من خلال كتاب بداية المجتهد وكفاية المقتصد" لابن رشد الحفيد».