تعتمد رواية فتح الأندلس السرد على لسان الراوي وفق زمن متتابع يلاحق الحدث الذي يوثق له، فتح الأندلس، حيث تعتمد الرواية على الخلط الناجح بين العام وهو توثيق مرحلة تاريخية تمتد لسنوات في أواخر القرن الهجري الأول حيث يتوسع الفتح الإسلامي الى كل العالم، بحيث أصبحت الخلافة الاموية في عصر عبد الملك بن مروان وأولاده بعده الوليد بن عبد الملك وأخوه سليمان… حكما لا تغيب عنه الشمس، حيث نرى وكأننا أمام كتاب يوثق مرحلة تاريخية لدخول الإسلام الى الأندلس في سنوات عدة ليستمر هناك لثمانية قرون.
أما الجانب الآخر في الرواية هو الغوص عميقا في نفسيات الشخصيات الأساسية في الرواية من المسلمين الفاتحين او من حكّام الأندلس وعائلاتهم، بحيث نجد أنفسنا كقراء أمام رواية فيها الحب والحرب والصداقة والوفاء والإيمان والالتزام والجسارة والتواضع والصبر والحنكة في أداء المسلمين الذين يفتحون الأندلس ويبنون دولتهم الإسلامية هناك.
تبدأ الرواية من لحظة تاريخية فارقة حيث استولى جيش المسلمين على طنجة عام 94هجرية وحررها من حكم الأسبان الذين كانوا قد ارتدوا على فتح الأندلس الأول بقيادة عقبة بن نافع قبل عقدين من ذاك الزمن. كان طارق بن زياد قائد الجيش الفاتح وهو يتبع لقائد الحملة الإسلامية في شمال إفريقيا موسى بن نصير. لقد ارتد البربر على الحكم الإسلامي الذي كان قد حصل زمن عقبة بن نافع وادى ذلك لعودة حكام الأندلس السابقين إلى حكمهم مما استدعى هذه الحملة الى شمال افريقيا ومنها الى الأندلس.