الحمدُ للهِ على تَمامِ النِّعمةِ لإنجازِ هذهِ المجموعةِ الجديدةِ للعلامةِ السيوطي وهي مجموعةُ التفسيرِ التي تَسودُ غَيرَها من المجموعاتِ إذ هي مُتَّصلةٌ برأسِ العُلومِ وينبوعِه، فـ«القرآن هو مُفجِّرُ العلومِ ومَنبعُها ودائرةُ شمسِها ومطلعُها، أودعَ فيه سبحانه وتعالى علمَ كلِّ شَيء، وأبان فيه كلَّ هُدًى وغَيّ، فترى كلَّ ذي فنٍّ منه يستمِدّ، وعليه يعتمِد، فالفقيهُ يَستنبِطُ منه الأحكام، ويَستخرِجُ حكمَ الحلالِ والحرام، والنَّحْويُّ يبني منه قواعدَ إعرابِه، ويرجعُ إليه في معرفةِ خطأِ القولِ مِن صَوابِه، والبَيانيُّ يهتدي به إلى حسنِ النِّظام، ويعتبرُ مسالكَ البلاغةِ في صوغِ الكلام. وفيه مِن القصصِ والأخبار، ما يُذكِّرُ أولي الأبصار، ومِن المواعظِ والأمثالِ ما يَزدجِرُ به أولو الفكرِ والاعتبار، إلى غيرِ ذلك مِن عُلومٍ لا يقدرُ قدرَها، إلَّا مَن علِمَ حصرَها».
والسُّيوطيُّ مرآةُ هذه المقولةِ، فهو في هذه الرَّسائلِ المفسِّرُ والمُحدِّثُ والفقيهُ والنَّحْويُّ والبَلاغيُّ والأخباريُّ إلى غيرِ ذلك. وقد اشتملت على (18) رسالةً في التفسيرِ وعلومِ القرآنِ التي تطبعُ مجموعةً مُحقَّقةَ النُّصوصِ على أوثقِ النُّسَخِ، مُوَثَّقةَ النُّقولِ مِن المَظانِّ التي وصَلَت اليدُ إليها، مُصحِّحةً لِمَا تصحَّفَ أو تحرَّفَ، ومُكملةً لما سقطَ أو نقصَ في غيرِها مِن النَّشَرات. وهي بتحقيقِ المحققِ الفاضلِ الدكتور مصطفى الزَّكاف حفظه الله، وقد جعلناها في مجلَّدةٍ واحدةٍ ضخمةٍ مؤلِّفةٍ من أكثر من (1000) صفحة.