فإنَّ عبودية القلوب لخالقها من أجل الأعمال وأشرفها، فهي سبب لحياة القلوب واستقامتها ونورها وانتباهها من سنة الغفلة، وهي التي تسير الجوارح سيرًا حثيثا إلى الله والدار الآخرة.
وعبودية القلوب هي الأصل، وعُبودية الجوارح تبع لها، فمن هذه العبوديات المتفق على وجوبها : الصدق مع الله وتعظيمه ومحبته والخوف منه ورجاؤه وخشيته والتوكل عليه وغير ذلك.
ولما للصدق مع الله من منزلة عالية، ومقام رفيع، وحق واجب على المسلم في عباداته ومعاملاته وسائر أحواله كان هذا الكتاب (الصدق مع الله) الذي جمعتُ فيه بعض الحقائق العقدية واللطائف الوعظية والسير الصالحة، بدأته ببيان عظم شأن عبودية القلوب، ثم أتبعته بالحديث عن تعريف الصدق مع الله وبيان منزلته وأنواعه، وطرق الوصول إلى مرتبة الصديقية، وثمرات الصدق مع الله.
