فإن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، ولا يصح إيمان العبد إلا به، ومن مقتضيات الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به ربنا عز وجل، أو أخبر به نبينا مما يكون بعد الموت، ومن ذلك الإيمان بحوض النبي ﷺ المورود يوم الحساب، والذي تواترت نصوص الأحاديث النبوية والآثار السلفية في إثباته، وأجمع العلماء على وجوب الإيمان به، ودوّنوا ذلك في مصنفاتهم في الاعتقاد.
ومن نعم الله ومننه الكثيرة علي أن وقفت على هذا الجزء الحديثي الذي جمع فيه ابن ناصر الدين الدمشقي أحاديث الحوض النبوي، فقمت بتحقيقه وتخريج أحاديثه وآثاره وتوثيق نصوصه حسب الطاقة، وقدمت له بمقدمة مختصرة في ترجمة المؤلف، وبعض مسائل الحوض، وما يتعلق بالأصل المعتمد في التحقيق، وقد كان ذلك في غربة وكثرة أشغال، وانشغال للفكر والبال، والعون والتوفيق من الله وحده وأسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يسقينا من حوض نبيه ويهدينا لسنته ويرزقنا الثبات عليها ولا يجعلنا ممن يذادون عنه بكرمه ومنّه وإحسانه،
كتبه
د. ناصر بن أحمد الجبري